أكدت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية جانيت ساندرسون على أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الولاياتالمتحدة. ووصفت في حوار مع «عكاظ» في مكتبها في الخارجية الأمريكية العلاقات الأمريكية السعودية بأنها استراتيجية وأن هناك أهدافا ومصالح ورؤى مشتركة حيال مستقبل العلاقات الثنائية والمنطقة. وتابعت قائلة إن اللقاء بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس أوباما فرصة لتقوية الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الحميمية الشخصية التي تربط الزعيمين لمصلحة تفعيل العلاقات، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين تأخذ أكثر من جانب بما فيها البعد الثقافي، في إشارة إلى الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الجامعات الأمريكية.. وإلى نص الحوار : • ما هو تقييمك للعلاقات السعودية الأمريكية؟ تعتبر العلاقة مع الرياض استراتيجية، وجاءت زيارة خادم الحرمين تجسيدا لهذه العلاقة، كما أنها زيارة ناجحة بكل المعايير وفي هذا الإطار، يعتبر اللقاء بين الرئيس أوباما وبين الملك عبد الله فرصة لتقوية الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الحميمية والشخصية التي تربط الزعيمين وتفعيل العلاقات. وهنا دعني أشير إلى تاريخية العلاقات السعودية الأمريكية، فهي علاقات عميقة تعود إلى سنوات عديدة. فضلا عن وجود رؤية مشتركة حول العديد من القضايا العالمية المختلفة والاقتصاد العالمى والنظام المالي والاقتصادي، إضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة والبترول كما لدينا قلق مشترك حول الإرهاب والتطرف وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وتأخذ هذه العلاقة بعدا ثقافيا، حيث يدرس في الولاياتالمتحدة ما بين 20 إلى 25 ألف طالب سعودى. • الرئيس أوباما تحدث مرارا حول مبادرة الملك للسلام، وحال التعنت الإسرائيلي دون تنفيذها فماهو السبيل لتحقيقها. هناك جهود فعالة في الإدارة الأمريكية لدعم عملية السلام، ولا أعتقد أن أحدا ما يقلل من أهمية الجهود التي تبذل في الأوساط الأمريكية، ومن المؤكد أن هناك مطبات في الطريق، ولكن أمامنا أمل في تحقيق قفزات في مسار السلام، خصوصا في ظل اهتمام خادم الحرمين في مسائل السلام في الشرق الأوسط مع الرئيس أوباما. كما أن السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط مستمر أيضا في بذل الجهود بل بتأييد ودعم من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلينتون. والتشاور حول قضايا المنطقة مستمر مع الملك. • فما هو دور المملكة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط ؟ بالتأكيد، فإن دور المملكة لا غنى عنه، كما أننا نرحب بأي جهود لتوسيع دائرة العلاقات السعودية الأمريكية وهذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا سعداء بالزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين إلى الولاياتالمتحدة. • كان سقف التوقعات بعد خطاب الرئيس أوباما في القاهرة كبيرا وترك أثرا إيجابيا في الأوساط العربية والإسلامية ولكن مسحة التفاؤل هذه سرعان ما أصحبت تشاؤمية.. فماذا تقولين ؟ يبدو أن هناك خلطا في الأمور، إن خطاب الرئيس أوباما في القاهرة أوضح فيه بشكل جلي أن الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها وأنها ستأخذ بعض الوقت فقد مضى على الخطاب أكثر من عام ومن وجهة نظرنا أننا نرى أن هناك بعض التحولات فيما يتعلق بالسلوكيات والانفتاح بين الشعوب الذي نعتبره جوهريا في تعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. أما فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط وخاصة الأزمة التي نشأت بسبب الهجوم على أسطول الحرية فلقد أوضحنا بشكل جلي أن الأوضاع في غزة يجب ألا تستمر على ماهي عليه. ونعتقد أنه من المهم الدخول في محادثات مشجعة لتقريب وجهات النظر. وفي هذا الإطار تأتي جهود السيناتور ميتشيل الذي يعمل بجهد خارق لتحقيق الهدف المنشود. • هل نتوقع حدوث اختراق إيجابي في عملية السلام بعد لقاء الملك عبد الله مع الرئيس أوباما؟. أتمنى أن يتم الوصول إلى حلول إيجابية من خلال هذه القمة. ونحن نرى أن القمة التي عقدت هي قمة بين صديقين حميمين للتشاور وللتنسيق والتحدث والجلوس معا لمناقشة الخطوات القادمة والاستمرار في تعزيز العلاقات بين البلدين التي استمرت لعدة عقود. التعاون في مكافحة الإرهاب • ماذا عن التعاون السعودي الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب ؟ أعتقد أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب أحد المحاور الرئيسية في العلاقات السعودية الأمريكية. ولقد عملنا معا في مجال مكافحة الإرهاب والتعامل مع قضايا التطرف بشكل جيد ونحن لدينا رؤية مشتركة حيال التهديدات الإرهابية. وكلا بلدينا كان ضحية للعمليات الإرهابية. • على صعيد الوضع في العراق، ما الذى حققته الإدارة الأمريكية ؟ أنا أختلف معك في هذا الطرح. العراق منطقة مختلفة تماما عما كانت عليه قبل السبع سنوات الماضية. وبالرغم من أن الطريق الذي اتخذه العراقيون كان مختلفا، كان طريقا صعبا ونحن نتفق على ذلك. وإن هناك أسبابا تدعونا للتفاؤل الحذر حول الطريق الذي يتجه نحوه العراق. ستكون هناك حكومة عراقية في مرحلة من المراحل. ونعترف أن تشكيل الحكومة قد أخذ بعض الوقت ولكن هناك مناقشات جادة تجري حاليا والعراقيون أخذوا زمام قرار المستقبل بأيديهم وهذا تحديدا ما نريده ويريده السعوديون أيضا. • وماذا عن تعامل الإدارة الأمريكية المستقبلي مع الملف النووي الإيراني ؟ نحن نتطلع إلى مزيد من المشاورات بين دول المنطقة حيال الملف النووي الإيراني خاصة مع المملكة. لأننا نرى أن الرياض لديها رؤية واضحة حول إيران. ونحن نشارك المجتمع الدولي القلق بالنسبة للمنحى الذي تأخذه إيران حيال ملفها النووي. ونحن شاركنا في المناقشات التي جرت في مجلس الأمن أخيرا والتي تمحورت حول فرض عقوبات على طهران. كما أننا نتحرك في مسارين حيال الملف النووي الإيراني مسار الضغط ومسار التشاور. ونحن نريد أن يفهم الإيرانيون أن هناك ثمنا للطريق الذي تسلكه إيران. وفي نفس الوقت نشجعهم على تجنب المواجهة. وهذا لايعني وقف النقاشات، ولكن مجلس الأمن قد أكد على ضرورة عدم تمكين إيران من الحصول على السلاح النووى.