كانت لدي فكرة أخرى لمقال اليوم قررت تأجيلها للحديث مرة أخرى عن مرفق القضاء الذي تناولته في مقال الأمس «هل يحاسب القاضي»، تعليقا على تصريح لأحد المسؤولين في لجنة مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء، وتصريح آخر لوزير العدل يصف المشروع بأنه يمثل نقطة تحول تاريخية.. أعرف أنه يمكن الحديث طويلا عن القضاء ومشروع تطويره، ويمكن تناوله في أي وقت، ولكن لأن الشيء بالشيء يذكر، فقد وجدت خبرا في صحيفة الوطن يوم أمس تضمن تصريحا لرئيس ديوان المظالم الشيخ إبراهيم الحقيل بمناسبة توقيع مذكرة تفاهم بين الديوان وجامعة الإمام محمد بن سعود في مجال تنمية الموارد البشرية، وهو تصريح مهم يمكن استخدامه وتطبيقه على كثير من أحوالنا الساكنة وحالاتنا المترددة وبقائنا في زمن ماضٍ لم يعد صالحا لنا، ولا يجعلنا صالحين للعيش والتعايش مع العالم. يقول الشيخ الحقيل: «إن آليات وطرق القضاء ليست مربوطة بنص، وإنما تتطور بتطور الناس وأحوالهم، أما أن نبقى على أفكار وآليات قديمة، ونقول هذا شرعنا فذلك غير صحيح. يجب أن نحتفظ بشرعنا ولكن لا بد من تجديده وإلا سنبقى خلف الناس». ألا تلاحظون أن هذه الجملة التي قيلت عن القضاء تنطبق على كثير من المواضيع، وألا يمكن إسقاطها على كثير من أوضاعنا، بل ألا تظنون معي أنه يمكن استخدامها كشعار مناسب جدا للمرحلة. كثير من المنظرين القابعين خلف الزمن يريدوننا أن نبقى «خلف الناس» في كثير من شؤوننا وجوانب حياتنا. يجعلون «من الحبة قبة» ويفترضون الأسوأ ويتشددون في تمنعهم وتعنتهم، ويمعنون في شكهم وريبتهم، ويحاولون إيهام الناس أن مجتمعنا سوف يسقط دينيا وأخلاقيا إذا أراد تطوير أنظمته التعليمية والاقتصادية والإدارية والقضائية.. تخيفهم مفردة «التطوير» وتصيبهم بالفزع لأنهم يقتاتون على الماضي، وجميع مكتسباتهم مرتبطة به، فإذا انتقلوا منه، أو إذا انتقل المجتمع بفكره إلى المستقبل ضاعت تلك المكتسبات لأن الأفكار التي تجلبها ستضيع وتتلاشي. من حقنا أن نكون «مع الناس» وأن نطمح لنكون بين «مقدمة الناس» لكنه سيئ جدا أن نبقى «خلف الناس». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة