من حولنا.. الناس في البلاد العربية المجاورة مشغولون بتطبيق شعار (القراءة للجميع).. نحن في السعودية، ماذا يشغلنا، وماذا نقرأ؟! راقبوا.. الواقع.. بلادنا تزيد خطوة إلى الأمام في كل يوم لبناء كيان شامخ لها وسط العالم، بينما النخب فيها من الناس المتعلمة مشغولون بأنفسهم بحثا عن معارك يثيرونها بين بعضهم تعطيهم ما يريدونه من الصدارة والوجاهة والزعامة الشعبية.. يتصيدون بها خلية النحل على اعتبار المجتمع خلية.. ثم لا يكتفون بجني العسل، بل ويريدون تحطيم الخلية!! هذا ما يفعله المتطرفون اليوم الذين لا يعانون من تطرف ديني، بل هم في الحقيقة يعانون من تطرف صناعي صنعوه بأيديهم لأنفسهم عجنوه من أنانيتهم المحبة للصدارة، وخلطوه برغبتهم في التفرد بالواجهة على حساب الآخرين محققين الزعامة الشعبية تعويضا عن الزعامات الأخرى التي لن ينالوها ولو سفوا التراب سفا! أو شربوا البحر شربا! أو خرقوا الأرض حفرا وبلغوا الجبال طولا! أما الدين فلا تقحموه في المسألة! ولا تقولوا عنهم متطرفين دينيا أو متطرفين إسلاميا، فهذا وصف كثير عليهم ينافي حقيقتهم الأصلية، هم متطرفون صناعيا ودنيويا وليس دينيا!! متطرفون عقليا... والفرق بينهم وبين المتخلفين عقليا أن هؤلاء الأخيرين.. لا يضمرون حقدا أو شرا عكس أولئك!! لقد جعلوا الحياة في المجتمع مضطربة.. ومضطرمة! يسودها التوتر بين الأطراف، والتوجس بين الأخيار... والتربص بين الأفراد وعلامات ذلك.. ما ترونه الآن من انتشار فظيع ومكروه للسباب والشتائم والتجني على الأعراض المعصومة والتهديد والوعيد وحمل العصا على الأدمغة حتى لا تفكر ولا تستبين النور من الظلام!! في وقت شديد الحساسية نحتاج فيه لبعضنا بعضا وليس نكيد لبعضنا بعضا! لكن هذا ما فعلوه حتى صرنا نهاب بعضنا بعضا ونخاف بعضنا بعضا أكثر مما نخاف عدونا! هؤلاء هم الذين يقلبون كل نعمة إلى نقمة وكل غنيمة إلى نقيصة! وهم فرقة وليسوا فريقا! وعصابة وليسوا عصبة!! وجناية وليسوا هداية!! يحاولون التسلل لاقتناص الفرص للخلط بين الإفساد والإصلاح، وكلما وجدوا فرصة اغتنموها بعقليتهم التي هي في الحقيقة عقلية الأزمات، فهم دائما على أهبة الاستعداد في انتظار صناعة أزمة من لا شيء!! في نفوسهم تمني أمنية دائمة أن يقع مكروه أو يقع ما يجعل أمامهم الفرصة مفتوحة ولو كان بلاء.. أو ابتلاء.. سيول عواصف أمطار أو حتى زيارة مدرسة! ولاحظوا كيف وضعوا عالما وإماما ونائبة الوزير الأستاذة نورة الفايز في سلة واحدة، فلم يرحموا ولم يتأدبوا مع رموز العلم الديني ومن هي عندهم رمز للعلمانية وللبرالية! فلا صديق لهم ولا أمان لهم.. أما تدينهم فمطاط يمطونه كيفما شاءوا!! إنهم المرجفون في الأرض!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة