إن الرافضين لقيام السعوديات بتدريس أبنائهم في مرحلة رياض الأطفال والصفوف الابتدائية الدنيا هم أنفسهم الموافقون أن يربي أبناءهم في البيت مختلف الجنسيات: الفلبينيات، والسريلانكيات، والإندونيسيات، والهنديات، والنيباليات، وكل أحد وأي أحد سواء كن مسلمات أو مسيحيات أو بوذيات أو حتى بلا أديان! أليس هذا التناقض مروعا!! ممنوع على «السعودية» ويخافون منها على أولادهم! ومسموع «للأجنبية» ويأمنون معها على أولادهم! يخرجون من بيوتهم وهم في أيديها ترعاهم! ويجلسون في البيت وهم في عهدتها ترعاهم! وينامون في غرفهم.. وهم في أحضانها ترعاهم! يصحو الصغير الصباح على ساندوتش العاملة المنزلية! التي لها مطلق الصلاحية في إعداد وجبة الصغير إن كانت «جبنة» أو «أندومي»!!، ولها مطلق الصلاحية في مساعدة الصغير على حل واجباته! ولها مطلق الصلاحية في تنمية عقله ومداركه، ولها مطلق الصلاحية في اختيار وقت اللعب ووقت النوم ووقت حل الواجب! يأخذ منها ما تعطيه حتى إذا سافرت بكى، وليت أنه وحده الذي يحزن لسفر المربية أو الخادمة، بل والكارثة أن البيت كله تجرفه موجة الحزن!! ومن يقول أن أبناءنا لم يظهر عليهم علامات التأثر بالخادمة الوافدة هو لم يقل الحقيقة وأخفاها بمنخل! والحقيقة المسكوت عنها أن أبناءنا صاروا يعرفون بعضا من الحركات والإيماءات والإشارات الغريبة عنا وعن بيئتنا.. وفيهم شيء من الفلبين وشيء من سريلانكا وشيء من الهند وأشياء من أندونيسيا.. صاروا خليطا مشتركا فيهم من كل بلاد الدنيا شيء مكتسب إلا السعودية! ثم بعد ذلك يأتي من يقول لا المعلمات السعوديات خطر على سلامة الولد الصحية والنفسية والجسدية!! فهل السعودية المعلمة وحش جائع.. والبقية من خلق الله آدميون!!! موثوق بأمانتهم الأخلاقية! كل بيت سعودي اليوم لديه «عضو» في الأسرة... تمثله الخادمة الأجنبية وبعض البيوت من ذوي الدخل المعدوم وليس المحدود ومع ذلك العاملة المنزلية لها فيه نصيب!! لا يختلف في ذلك الملتحي المقصر ثوبه عن حليق اللحية بثوبه العادي! ولا يختلف إمام المسجد فيه عن بائع الخردة! وليس هذا فقط، بل نحن الذين خرج من بيوتنا أبناء تعلموا في المجتمعات الأجنبية حتى «الفقه» درسناه في الجامعات الأجنبية واللغة العربية درسناها أيضا هناك! وكان الطالب الذي يدرس يحمل معه عائلته على الرحلة الطويلة، وهناك أولاده الصغار يدرسون في مدارس أجنبية عند (المس) و(المسز).. وكلهم تعلموا على يد معلمات أجنبيات، وكان السعودي المغترب يرضى ويوافق ويعامل (المس) التي هي المعلمة الأجنبية بكل احترام ووقار!! فلماذا نبيح المحظور لأننا في الخارج، وإذا رجعنا إلى بلادنا مارسناه محظورا على بناتنا؟ لماذا التدين عندنا كالمطاط عند بعض المتدينين.. يطول ويقصر حسب ظروفهم ومصالحهم؟!... غدا أكمل.