تشكل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نموذجا مثاليا للمؤسسة التي تكتسب بعدها التاريخي المتجذر في الشعيرة الإسلامية وبعدها الراهن المتبلور في الإدارة أو المأسسة الجديدة لعملها، ذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أدب إسلامي لا يمكن أن تقوم للمجتمع الإسلامي قائمة بدونه، وقد حث عليه القرآن الكريم/ حين أكد على أن يكون منا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر/ وذلك من أجل مناصحة المجتمع ودرء مخاطر الفساد عنه، غير أن نشوء مفهوم الإدارة الحديثة لم يلبث أن طور هذا المفهوم، بحيث جعل له هيئة لها نظام محدد وأهداف واضحة وخطة عمل دقيقة، كما جعل لها جهة ترجع إليها وتتابع أعمالها وتراقب أداءها وقيادة مسؤولة عنها ترصد أداء العاملين فيها وتتابعهم بالنصح والتوجيه تارة وبالثواب والعقاب حينا آخر، وذلك حين يتجاوز أحد من المنتمين لها حدود صلاحياته ولم يتبع النظام المعتمد لآلية عمله ومجالات اختصاصه. وعلى الرغم من أهمية الدور الذي تنهض به هيئة الأمر بالمعروف وإخلاص العاملين فيها لما هم بصدده من العمل إلا أن ذلك لم يمنع وقوع بعض أفرادها في أخطاء هي نتاج طبيعي لأي جهد بشري، وكانت أغلب تلك الأخطاء ناتجة عن القسوة في التعامل أو الأخذ بالظن، ومن هنا أصبحت الحاجة ماسة لتطوير جهاز الهيئة وتعهد المنتسبين إليه بالنصح والتوجيه والإرشاد. في هذا الإطار يمكن لنا أن نتفهم الكلمات المضيئة والنصائح الجليلة التي جاءت على لسان النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، التي أكد فيها على ضرورة اتسام رجال الهيئة بالتعقل والرفق وحسن التعامل مع الناس والتواصل مع المجتمع ومع الإعلام كذلك، وهي نصائح من شأنها أن تكرس الدور العظيم الذي تنهض به الهيئة في مجتمعنا السعودي المسلم وتنقي هذا الجهاز من أي التباسات أو أخطاء يمكن أن يقع فيها المنتسبون إليه. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة