«لكل فعل رد فعل مساو له في القوة، ومعاكس له في الاتجاه» قالها أرخميدس وهو يكتشف أو يضع علم قانون الطفو. ومن ردة أفعال إيجابيات كثيرة، هناك سلبيات، وهذا ما يحدث عندما نضع أمامنا فوائد علم الاتصال والفضائيات الإيجابية جدا نجد أن من لا ترتقي عقلياتهم إلى الأفق المطلوب دوما، يسودون بعض هذا البياض الإيجابي، وهم من يستثمر هذه الإمكانات التي تساعد على الجمال لاستخدامها في صنع البلبلة، واستفزاز مشاعر الناس في الإساءة إلى ما يحبون ومن يحبون، وتتمحور معظم هذه الشائعات بجمع مفردات غير مسؤولة ملخصها «وفاة الفنان ...»، معتمدين على أنه الحقيقة التي من الممكن أن لا يكذبها أحد، وهو سيف جرى على كثيرين من نجوم الفن، كان منهم فنان العرب محمد عبده وعبدالكريم عبدالقادر ومحمد مرشد ناجي وأخيرا صباح وأبوبكر سالم بالفقيه اللذان عانيا كثيرا من تدوير شائعة وفاتهما التي حولتهما إلى موظفي سنترال للرد على محبيهم، وجس نبض هذه التساؤلات. صحيح أن لهذا التهور إيجابيات يستفيد منها الفنان إذا ما اعتبرها مسبار اكتشاف يتعرف عبرها على مدى حب الناس له. الشائعة التي انتشرت أخيرا كانتشار النار في الهشيم عن رحيل الفنان القدير أبو بكر سالم بالفقيه، ورغم عدم انزعاجه شخصيا بها لإيمانه أن ذاك «سيف واردين انصاله» جميعنا. الشائعة كانت مزعجة جدا لنا نحن الإعلاميين، وتتناسخ مع مثيلتها حول الفنانة الكبيرة صباح التي قابلت الموضوع ببرود أيضا لكنها وبكل بساطتها المعهودة قالت: «ريحوني في أواخر عمري وخلوني اموت بسلام». وبالنسبة لأبو بكر سالم رجل تعودنا منه الإجابة دوما بابتسامة.. لكنها أحيانا صفراء ساخرة، فأبو أصيل هامة فنية كبيرة لا تنشغل بالتلاعب بالأمنيات والشائعات وما إلى ذلك. محمد عبده الذي أماتته الشائعات بشائعات لا حصر لها حتى لأنك تقرأ بأم عينك تفاصيل حادث رحيله إلى درجة أماتته هذه الشائعات في أماكن تقدر بنصف الكرة الأرضية، وليس ببعيد عنا تلك الشائعة في سبعينيات القرن الماضي عن طلال مداح رحمه الله بأنه جن بعد أن قتل ابنه خطأ بسيارته وما إلى ذلك. الخلاصة أن مثل هذه الترهات والتجاوزات لا تعني إلا أنها اهتمام أكبر بفنانينا من قبل محبيهم لدرجة تساعد فيها هذه العوامل على اتساع رقعة وصول الشائعة، أو أن الأنفس المريضة التي تبثها تحتاج إلى علاج ناجع لكن مفقودة وصفاته وأماكن بيع هذا العلاج لا يستدل عليها.