انتشرت في الأوساط الشبابية ظاهرة التدخين، ووصلت لفئة عمرية ما زالت في المرحلة المتوسطة، بل وما دونها في بعض الأحيان، دون إدراك بأضرارها الصحية الآنية والمستقبلية. أصحاب السوء نادر باسل «23 عاما» خريج ثانوي، يعمل في شركة خاصة في جدة، يقول ابتليت بهذه العادة منذ ما يقارب الخمسة أعوام، وللآن لم أستطع التخلص منها رغم محاولاتي المتكررة بالإقلاع عنها، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، نظرا لتمكن «النيكوتين» من دمي وسريانه في عروقي. وعن بدايتي مع هذه العادة يقول: معظم أصدقائي مدخنين وهم من شجعوني على ممارسة التدخين، فالإنسان ضعيف بطبعه ويتأثر بالمحيطين به، رغم علمهم بأضراره الجسيمة. ويشير نادر إلى أن سهولة وجود أنواع وأصناف متنوعة من السجائر، يعتبر من العوامل المساعدة في تعلم الشباب في سن مبكرة، طالما ليس هناك قانون رادع يمنع البيع لمن هم دون سن ال18 عاما، وحتى إن وجد هذا النظام، فإن هذا القرار لا ينفد من معظم باعة السجائر. بالإرادة والعزيمة عمر بخاري «29 عاما» مهندس ميكانيكا، يقول أمارس عادة التدخين، منذ 10 أعوام، حيث بدأتها ب «سيجارة» وانتهت بشراء أرجيلة «معسل»، وكانت بدايتي حين كنت في المرحلة المتوسطة، وكانت البداية بتشجيع الأصدقاء، وحبا للتقليد أو مجاراتهم، وخصوصا ممن هم أكبر سنا، حينما يكونون مستمتعين وهم ينفثون «الدخان» الوهم من أفواههم. ويضيف بعد زواجي تراجعت قليلا عن تعاطي «الشيشة»، فلم يعد لها مكان في منزلي، وأصبحت بالنسبة لي مجرد تضييع وقت، أو عند الالتقاء بالأصدقاء في المقاهي، وكل ذلك اعتبره ترفيها عن النفس، ولمعرفتي بضررها على الصحة، فقد قررت ترك هذه العادة في أقرب فرصة. الرغبة موجودة محمد جوهرجي «28 عاما» موظف أهلي يقول: هناك محاربة شرسة ضد التدخين والمدخنين، ولكن الابتلاء بهذه العادة لها سلبياتها، فمن خلال الجلوس مع أصدقائي، والذين أغلبهم يدخنون السجائر والمعسل، إلا أنني استطعت التغلب على أفكاري في الدخول لعالم المدخنين، وعندما أسأل أصدقائي عن نوع الاستمتاع الذي يعيشونه مع هذه الآفة، يعللون بضغوط العمل كونها السبب الرئيس، والبعض الآخر يقول إنها من باب الترفيه عن النفس أو من الفراغ وأسباب أخرى، فلكل شخص أسبابه ومبرراته، ولكن أكثر ما يؤلمني رؤيتي لشباب في سن مبكرة، تجدهم يشعلون «السيجارة»، فهم على جهل بأضرارها المستقبلية على صحتهم، لذا يجب تدارك الأمر من قبل أولياء الأمور ومتابعة أبنائهم وإبعادهم قدر المستطاع عن أصدقاء السوء، بالإضافة إلى تكثيف حملات التوعية التي من شأنها القضاء على الظاهرة، مثل حملة «كفى» الأخيرة التي كان لها أثر بالغ في توجيه كثير من الشباب للإقلاع عن هذه العادة. المقاهي لها دور جبرتي عبدالله الزهراني «17 عاما» طالب ثانوي، يقول أرى أن كثرة المقاهي والتي تقدم المعسلات مع توفير أنواع سبل الراحة سواء تهيئة المكان وتوفير قنوات رياضية وترفيهية، هي دافع لجذب الشباب على ممارسة عادة التدخين، فلو وجدت الرقابة والحزم من قبل الجهات المعنية بالصحة، لما انتشرت هذه الآفات بين الأوساط الشبابية بهذه السرعة.