وضع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أعضاء ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام مسؤولياتهم تجاه المجتمع وكيفية التعامل مع أفراده، مشددا في الوقت نفسه على أهمية تصحيح الصورة الذهنية. وتناول النائب الثاني لدى لقائه البارحة الأولى في مكتبه في جدة أعضاء كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، شؤونا مهمة برجال الحسبة، مؤكدا «نأمل أن يعمل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريقة المناسبة»، وزاد «الأمل معقود بأن نلمس من هذا الكرسي ما يفيد الهيئة ويحسن من أعمالها وحسن اختيار العاملين فيها من ذوي السمعة الطيبة، وأن يكونوا عقلاء متأنين ويتسمون بسعة الأفق والتحمل قادرين على العمل في كل الظروف متحلين بالهدوء والرفق واللين». واستطرد قائلا «أتمنى أن يكون في بلدنا بلد الأمن والأمان بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين حفظهما الله هيئة ذات سمعة طيبة في التعامل الأمثل مع شرائح المجتمع والحوار المثمر مع وسائل الإعلام المختلفة وأن تهتم الجامعات السعودية بتوضيح أهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». وقدم الفريق العلمي للكرسي العلمي أمام النائب الثاني تعريفاً موجزاً عن الكرسي العلمي ورؤيته ورسالته وأهدافه وخطته الاستراتيجية، وما نفذه من برامج منذ توقيعه في شوال الماضي. واستمع الأمير نايف لشرح من الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المشرف العام على الكرسي الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين حول تدشين الكرسي ومباشرة أعماله، إذ تم تكوين الفريق العلمي من الأكاديميين من مختلف الاختصاصات العلمية ليتم التكامل بينها بما يحقق أهداف الكرسي، كما اطلع على كتيب يتحدث عن الكرسي وأهدافه والنشاطات التي نفذها. وأعرب النائب الثاني عن شكره لأعضاء الكرسي على ما بذلوه من جهد وعمل وتفان وإخلاص، وقال «يهمنا أن نجد أثر هذا الكرسي على أرض الواقع وكذلك بقية الكراسي الأخرى في الجامعات». وفي نهاية اللقاء تسلم النائب الثاني وزير الداخلية دروعا تذكارية، في حضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، مدير الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة رئيس مجلس كرسي البحث في الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا، وأعضاء الكرسي. من جهته، أوضح ل «عكاظ» أستاذ الكرسي الدكتور غازي بن غزاي المطيري أن زيارة أعضاء الكرسي تركزت على تقديم الشكر والثناء للنائب الثاني على دعمه وإطلاعه على الخطة الاستراتيجية المقترحة للسنوات الثلاث المقبلة التي نسعى لتنفيذها بدءاً من السادس عشر من شهر شوال المقبل (1431ه) لغاية شوال 1434ه. وذكر أن خطة الكرسي تشتمل على تنفيذ ست دراسات علمية موسعة تخدم دراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى 15 بحثاً علمياً متخصصاً وأكثر من مائة نشاط وفعالية تتضمن ورش عمل، حلقات نقاش، دورات تدريبية وعلمية، ومحاضرات وندوات موجهة للجنسين بحيث تتولى رئيسة وعضوات الوحدة النسائية في الكرسي تفعيل الفعاليات الموجهة للنساء. وبين المطيري أن أعضاء الوفد استمعوا إلى توجيهات النائب الثاني على مدى ساعتين البارحة الأولى، حيث تحدث عن النظرة المنهجية لمعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيفية مواجهة العقبات التي تواجه الكراسي العلمية، حاثا إياهم إلى التوسع في أنشطة الكرسي ليكون حلا ومعالجة ووقاية للكثير من الأخطاء والممارسات والمشكلات التي تواجه المرأة والمجتمع، كما دعا الأمير نايف الجميع إلى تحمل المسؤولية الكاملة تجاه المجتمع وإزالة الشبهات ضد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحلي بالأخلاق التي يدعو لها الدين الإسلامي والبعد عن الأفكار المنحرفة. تجدر الإشارة أن كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية افتتح العام الماضي، وهو برنامج علمي بحثي يسهم في مساندة الدراسات المتخصصة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطوير أداء القائمين به ويقدم الدعم العلمي والمادي للباحثين بغية تحقيق أهدافه، ونظم أخيراً ورشة عمل شارك فيها 30 أكاديمياً متخصصاً ناقشوا تطلعات الكرسي وأهم المحاور البحثية التي ينبغي التركيز عليها والأساليب ويمكن استخدامها لنشر المعروف والحد من انتشار المنكر والتركيز على بناء العلاقة التكاملية بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمجتمع.