إذا ما اكتشفت الصحافة أو المجتمع أن موظفا إداريا أو ماليا أو فنيا تسنم منصبا في جهة حكومية أو أهلية فقرب إليه بعض أفراد أسرته أو أصدقائه، ونتج عن ذلك التقريب حصولهم على مزايا مادية أو عينية أو وظيفية، ثم سئل ذلك الموظف أو عوتب على ما حصل منه من استغلال لسلطته الوظيفية في منح من يحبهم بعض المزايا الخاصة، فإن هذا النوع من الموظفين بدل أن يشعر بالحرج والارتباك والذنب، تجده يبادر بدحض ما نسب إليه مؤكدا و «بعين قوية» أن قريبه أو صديقه تقدم بطلبه مثله مثل بقية المواطنين فحقق له ذلك الطلب كما يحقق لغيره دون زيادة أو نقصان! ويعتقد أبو عين قوية أنه بهذه الإجابة الصارمة الحازمة يكون قد أغلق الموضوع وألقم من اتهمه بالانحياز حجرا، معتبرا ما فعله وما صرح به نوعا من الدهاء والذكاء المنقطع النظير!. ولكن عند التدقيق فيما حصل نجد أن ما زعمه ذلك الموظف حول عدم انحيازه لقريبه أو صديقه لا يمت إلى الواقع بصلة، بل إن الواقع يدحض مزاعمه جملة وتفصيلا فلو أن ما حصل عليه قريبه هو منحة أرض استلمها بعيد تقلد ذلك الموظف لمسؤوليات منصبه فلماذا لم تأت المنحة لقريبه أو صديقه قبل وصوله إلى المنصب، وإذا كان ذلك القريب أو الصديق له معاملة طلب منحة أرض تسبق وصول الموظف المسؤول فلماذا تحركت تلك المعاملة وأعطيت الأفضلية على غيرها في التنفيذ وإن لم تحصل المعاملة على أفضيلة في التنفيذ فكيف حصل ذلك القريب أو الصديق على منحة في موقع سكني مميز أفضل من غيره من المتقدمين بطلب منح، وهكذا الأمر بالنسبة للمزايا الوظيفية أو المالية التي يمكن أن يحصل عليها قريب أو صديق الموظف المسؤول نتيجة وجوده على رأس الإدارة وامتلاكه لصلاحيات تمنحه فرصة منح بعض المزايا لمن يحب، ولذلك كله لا تعتبر مزاعم هذا النوع من المسؤولين بأن أقاربهم أو أصدقاءهم الذين حصلوا على منحة أو مزية هم فيما حصلوا عليه مثلهم مثل أي مواطن آخر لأنهم في واقع الأمر لم يكونوا كذلك، ولهذا ركب غيرهم العراوي وركبوا هم الكدالك. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة