أكدت الفصائل الفلسطينية، أن قرار إسرائيل بدء تحقيق داخلي في مجزرة أسطول الحرية الشهر الماضي والذي راح ضحيته أكثر من 19 من دعاة السلام لا يستجيب لمطالب الأممالمتحدة، التي أكدت على ضرورة تشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في الحادثة الإجرامية التي ارتكبتها إسرائيل في المياة الدولية. وأفاد عباس زكي عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أن السلطة تصر على تشكيل لجنة دولية محايدة ولن تقبل بلجنة إسرائيلية مؤكدا أن الفلسطينيين لا يثقون في أي إجراء تتخذه السلطات الإسرائيلية وعلى إسرائيل رفع الحصار المفروض على شعبنا. من جانبها اعتبرت حركة حماس أن قرار إسرائيل تشكيل لجنة للتحقيق في مجزرة أسطول للحرية، ما هو إلا ذر المياه في العيون. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس ل «عكاظ» إن الحركة لن تقبل بنتائج اللجنة الإسرائيلية مطالبا بتقديم قادة تل أبيب للمحاكمة. وأضاف أن قادة إسرائيل ارتكبوا مجزرة محاكمتهم أمام الجميع. فيما وصف خالد البطش المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في تصريحات ل «عكاظ» أن قرار إسرائيل بدء تحقيق داخلي في مجزرة أسطول الحرية، بأنها مسرحية تحاول من خلالها إسرائيل تغطية جريمتها وإعطاء الانطباع أنها حريصة على محاكمة المسؤولين عنها. إلى ذلك قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن تركيا «لا تثق» في أن اللجنة التي شكلتها تل أبيب حول الهجوم الإسرائيلي الدامي على سفن مساعدة غزة، ستؤدي إلى تحقيق محايد. وقال للصحافيين «ليست لدينا بتاتا الثقة في أن إسرائيل التي ارتكبت مثل هذا الهجوم على قافلة مدنية في المياه الدولية، ستجري تحقيقا محايدا». وتابع أن «أي تحقيق تجريه إسرائيل من طرف واحد لن يكون له أية قيمة في نظرنا». وأضاف أن تركيا تصر على تشكيل لجنة تحقيق «تحت الإشراف المباشر للأمم المتحدة» وعلى «تحقيق محايد بمشاركة تركيا وإسرائيل» في الهجوم الإسرائيلي يوم 31 /مايو الذي قتل فيه تسعة أتراك. واستدعت تركيا سفيرها في تل أبيب مؤكدة أن العلاقات الثنائية بين البلدين لن تكون أبدا كما كانت. وسارع البيت الأبيض إلى الترحيب بهذه الخطوة، آملا أن تنجز لجنة التحقيق عملها «سريعا». وسيترأس هذه اللجنة القاضي المتقاعد من المحكمة العليا الإسرائيلية ياكوف تيركل (75 عاما). أما المراقبان الأجنبيان اللذان سينضمان إليها فهما السياسي الإيرلندي ديفيد تريمبل الحائز على جائزة نوبل للسلام والمحامي العام السابق عن الجيش الكندي كين واتكن.