كبر تلاميذ المعلم زاكي سليمان الشراري معلم الصف الأول ابتدائي في ابتدائية ومتوسطة عبد الله بن الزبير في القريات، وأصبح منهم الأطباء، والمهندسون، بل وزملاء معلمون ومديرو مدارس. طلاب الأمس تحولوا إلى رجال اليوم، بعد أن كانوا ذات يوم يجلسون على مقاعد الدراسة يتلقون على يد المعلم الشراري مبادئ الدين، وأبجديات الحروف، بعد أن قضى 34 سنة من سنوات عمره البالغ 55 سنة في قطاع التعليم، عمل خلالها معلما للمرحلة الابتدائية في مدارس عدة في القريات، واقتطعت الأيام منها 23 عاما في تعليم طلاب الصفوف الأولية وحدهم. يقول المعلم زاكي الشراري إنه يهوى عمله في مجال التدريس، هذا الهوى الذي جمعه بالتدريس دفعه إلى أن يرفض تقلد أي منصب قيادي في التعليم طوال تلك السنين الماضية، فلم يقبل أن يكون مديرا أو وكيلا أو غير ذلك، طالما أنه لن يعود إلى داخل فصول التدريس معلما وصانعا للأجيال. ويؤكد ل «عكاظ» أنه رفض الهدايا والدروع التكريمية التي قدمت له مرات عدة من أولياء أمور الطلاب، مشددا على أنه قصد ابتغاء وجه الله تعالى. السنوات ال 34 التي قضاها المعلم الشراري في مجال التعليم حملت الكثير من المواقف الجميلة، من بينها أنه زار أحد مديري الإدارات الحكومية فهب مديرها واقفا للسلام عليه، مبينا له أنه كان أحد طلابه، وذكره باسمه والمدرسة التي درسه المعلم الشراري فيها، أما المعلم فذكر له أن ملامح ذلك المدير في الكبر تغيرت كثيرا عن ملامحه في الصغر أثناء دراسته في المرحلة الابتدائية.