قرر موظف متقاعد إعادة النظر في قرار الاحتفاظ بمستحقاته في المنزل، وأودع مدخراته أمس في أحد مصارف جدة بعد أن تعرض إلى تجربة مريرة وحيلة ماكرة من خادمته كادت تفقده كل مستحقاته بعد أن هربت «منى» السيرلانكية بالمبلغ الكبير وتوارت في منزل صديقها، غير أن شرطة جدة استطاعت التوصل إلى مخبئها وأعادت المبلغ إلى المواطن البالغ من العمر 60 عاما. الواقعة حدثت في أحد أحياء وسط جدة حينما رفض الموظف المتقاعد إيداع مستحقات خدمته الطويلة في البنك وفضل الاحتفاظ به في مخبأ داخل غرفة النوم، لكن الخادمة السيرلانكية التي وصلت للعمل معه قبل شهور قليلة كشفت المخبأ وأعدت مخططا ماكرا للظفر بالمبلغ الكبير. يقول المواطن إنه وصل المنزل حاملا المبلغ الكبير في مظروف أخفاه في غرفة النوم الرئيسة، لكن الخادمة التي رأت الثروة الكبير قررت في ذات اللحظة سرقة المبلغ الذي سيحولها إلى خانة الثريات في بلادها. وبحسب الشاكي، فإن الخادمة هربت بالمبلغ إلى مكان غير معلوم ولم يكتشف الأمر إلا بعد مرور بعض الوقت عندما افتقدها فسارع إلى الغرفة واكتشف الحقيقة المؤلمة .. ضياع مستحقات خدمته الطويلة. لم يتردد الرجل في إبلاغ الشرطة بما تعرض له، حيث روى للمحققين تفاصيل الحيلة الماكرة التي نسجتها السيرلانكية منى عندما طلبت منه وأفراد أسرته مغادرة غرفهم والبقاء في الصالة الرئيسة لحين إكمالها تعطير أرجاء المنزل وكل غرفه بالبخور، وعززت المتهمة طلبها بإبداء مخاوفها على صحة الأسرة من أدخنة البخور الخانق، وأمضت وقتا طويلا وهي تتفقد الغرف حتى عثرت على مبتغاها في حجرة النوم الرئيسة فدبرت خطة ماهرة قصدت بها تظليل الأسرة، حيث أحكمت إغلاق باب دورة المياه ثم تسللت بهدوء إلى خارج المنزل حاملة مستحقات نهاية خدمة كفيلها. بقيت الأسرة فترة طويلة في الصالة الرئيسة فلما طال غياب الخادمة تنبهوا إلى الحمام المغلق ولم تساورهم أية شكوك، لكن بقاءها وقتا طويلا داخل الحمام أثار الشك في حدوث مكروه لها فسارع الرجل لطرق الباب دون جدوى وتكشفت الحقيقة بعد ذلك حينما فوجئ باختفاء مستحقاته وخادمته. تسلمت وحدة مكافحة جرائم النصب والاحتيال في البحث الجنائي ملف الحادث واستمع المحققون إلى أقوال الضحية أكثر من مرة، حيث أكد أنه لم يشك مطلقا في خادمته السيرلانكية منى، لا سيما أنها وصلت للعمل معه قبل عدة أشهر، ولم يتصور أن تقدم على مثل هذه الفعلة كونها لا ترتبط بأية علاقات أو معارف من جنسيتها. تحركت السلطات الأمنية في كل الاتجاهات ومن بينها مواقع تجمعات الخادمات والعمال السائبين تحت جسر الستين، كما انتشرت عناصر في الأسواق ومواقع التنزهات ونجح المخبرون في جمع معلومات مؤكدة عن خادمة آسيوية ترتبط بعلاقة عاطفية مع أحد مواطنيها، وتمخصت المتابعات الدقيقة عن تحديد منزلهما في أحد الأحياء ليتقمص أحد العناصر دور بائع متجول فطرق باب الشقة في غياب صاحبها ورد صوت نسائي من الداخل يسأل عن الطارق ليتم دهم الموقع في الحال وضبط السيرلانكية. ولم يمض وقت طويل حتى وصل صديقها الذي أسقط ما في يده ودخل في مشاحنة كلامية مع صديقته التي أوقعته في جريمة لم يكن طرفا فيها. وبحسب أقوال السيرلانكي، فإن صديقته جاءت إلى منزله في وقت متأخر من الليل حاملة كيس النقود وعندما سألها عن مصدرها زعمت أنها اجتهدت في توفيره خلال الشهور الماضية وساورته الشكوك، لكنه طرد الهواجس من مخيلته وقرر استضافتها. الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد، حذر من التستر على الخادمات الهاربات أو تشغيلهن مما قد ينتج عنه مخالفة الأنظمة وتعريض المتورطين للمساءلة.