أوضح باحثون مشاركون في ندوة «تعزيز الوسطية والأمن الفكري ومكافحة الغلو» أن التكفيريين فهموا الحديث الشريف بإخراج الكفار من جزيرة العرب في غير معناه، موضحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم، والخليفتين أبا بكر وعمر أقروا وجود اليهود في المدينةالمنورة، وأن المقصود بجزيرة العرب هو مكةوالمدينة. وشارك في الندوة التي شهدتها مكةالمكرمة البارحة الأولى أستاذ قسم القضاء في جامعة أم القرى وعضو لجنة المناصحة الدكتور محمد سليمان المنيعي «التكفير وضوابطه في الشريعة الإسلامية»، والأستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة أم القرى الدكتور محمد بازمول «الولاء والبراء»، والدكتور عبد الله صالح الزير «أثر التكفير على الأمة والمجتمع»، وأستاذ أصول التربية الإسلامية في جامعة أم القرى الدكتور عبد الله آل عايش «صيانة الفكر في الشريعة الإسلامية». تمحورت أحاديث المشاركين في الندوة، التي حضرها ألف داعية وخطيب وإمام، حول عواقب الانسياق خلف التكفير، موضحين أن صاحبه يموت ميتة جاهلية، ويتسبب في كثرة القتل، واختلال الأمن الاجتماعي، وأصل التوحيد، وضياع الهداية الربانية، وإيجاد شخصيات غير سوية، وتعطيل الأمة تقدمها، واضطراب المجتمع واختلاله، وتأخر المسلمين حضاريا، وتخلفهم مدنيا، والخروج على الولاة، ووسم المسلمين بسيمة الغدر والخيانة. وأكد الباحثون أن الدعاة والخطباء أمامهم واجب تجاه فتنة التكفير، منها: التحذير من الفتن، والتوحد في مواجهتها، والكشف عن الأسباب المؤدية إليها، ومعالجتها، وتنمية الانتماء للوطن في نفوس المجتمع، ودفع الشبهات المؤدية إلى نمو الفكر التكفيري، ودحضها بالعلم الشرعي، وتربية المسلم على الإيمان بالله، وحفظ العقيدة الإسلامية، وإعداد الفرد المسلم إعداد فكريا سليما، والاهتمام بغرس القيم الإسلامية، وتحقيق المبادئ الفاضلة، مثل العدل والمساواة والإخاء، وتحقيق التنمية الشاملة، وإيجاد أساليب ومناهج للوقاية من الجريمة. وطالب الباحثون الأئمة والخطباء والدعاة بالتسلح بالعلم الشرعي المؤصل، الذي يستطيعون معه التعامل مع الأحداث المستجدة، خاصة قضايا الأمن الفكري، ومكافحة الغلو والتكفير، وأن تكون لهم رسالة وحديث دوري في خطبهم لبيان كل ما يستجد، مستندين إلى كلام أهل العلم، مستنصرين بالهدي النبوي الشريف، ومخاطبة الآباء لمتابعة أبنائهم تربويا؛ لصيانتهم من الفكر التكفيري، وعدم الاعتماد الكلي على المدرسة. وأشاروا إلى أن الخلل الذي يحدث لدى الأبناء نتيجة قضايا أسرية، دعت الأبناء للانخراط في هذا الفكر، فهناك بعض الآباء يهتمون بالتربية الجسدية فقط، دون الفكرية، بحيث يسأل الأب ابنه عن أصدقائه، وعدم التضييق المفرط لهم.