سعت ورشة عمل شارك فيها باحثات وباحثون وأكاديميون إلى رسم ملامح عمل وأهداف كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية التي أعلن عنها أخيرا. وعقدت اللجنة العلمية للكرسي الورشة الأولى في دارة الملك عبد العزيز في الرياض السبت الماضي؛ للاستفادة من أفكار الباحثين ومقترحاتهم قبل بدء انطلاق أعمال الكرسي. أمين عام دارة الملك عبد العزيز والمستشار التنفيذي ورئيس الهيئة العلمية للكرسي الدكتور فهد بن عبد الله السماري أوضح أن الكرسي واحد من الشواهد الملموسة على اهتمام الأمير سلمان بالبحث العلمي في مجال التاريخ. واعتبر السماري في بداية الورشة الاتفاقية بين جامعة الملك سعود والدارة حول تأسيس الكرسي وإدارة برامجه وأنشطته بما يحقق رؤيته العلمية وأهدافه المختلفة بأنها مؤهلة للنجاح لما فيها من التنسيق بين الصفة الأكاديمية المتميزة للجامعة والخبرة الميدانية العملية للدارة. وقال: «لا تقتصر برامج الكرسي على جامعة الملك سعود، بل هو مفتوح لكل المتخصصين في جامعات المملكة». من جهته، قدم المشرف على الكرسي الدكتور عبد العزيز بن صالح الهلابي شرحا مفصلا عن رسالة الكرسي ورؤيته العلمية والبرامج التي يتبناها، وقال: البرامج العلمية للكرسي تتصف بالتنوع والشمولية واحتواء جميع الأنشطة العلمية بقدر الإمكان والتي تشمل: «إقامة محاضرتين سنويا، إحداهما عامة والأخرى للمتخصصين في الكرسي، ولقاء علميا سنويا يتناول موضوعا من الموضوعات التاريخية والحضارية من خلال استكتاب باحثين ونشر بحوثهم العلمية، ونشر كتابين ورسالتي دكتوراة وماجستير على الأقل سنويا تكون موضوعاتهما في تاريخ الجزيرة العربية، ودعوة أستاذ أو باحث زائر من داخل المملكة أو خارجها لإلقاء محاضرات أو إعداد دراسات في تاريخ الجزيرة العربية، والتعريف بالأعمال المتميزة في تخصص الكرسي وفي تطوير الدراسات التاريخية، وتمويل البحوث والدراسات المشتركة في مجال الكرسي، وتقديم الاستشارات والدراسات ذات الصلة بتخصص الكرسي لجميع القطاعات الحكومية والأهلية مقابل تمويل مالي، وإقامة سلسلة محاضرات تحت عنوان (أطروحتي) يقدمها طالب من طلاب الدراسات العليا، وتنظيم ورشة عمل بحثية لدراسة كتابات أحد الرحالة المستشرقين ذات الصلة بتاريخ الجزيرة العربية وحضارتها». وطرح الحاضرات والحاضرون بعد فتح باب النقاش مرئياتهم حول واقع الكرسي ومستقبله وكيفية استثمار هذا المنشط العلمي لإظهار أهمية التاريخ سياقا ومنهجا وتخصصا في إثراء المعرفة البشرية، وقراءة بوادر المستقبل والتعامل معها برؤية أوسع واستعداد أكبر، وخلق المنهجية والابتكار في البحوث التاريخية لرد دعوات توقيف الدراسة الأكاديمية في العلوم الاجتماعية. وشددت الدكتورة هتون الفاسي على ضرورة التفات الكرسي إلى المرأة عبر ضمها إلى لجان العمل في الكرسي والاهتمام بها كباحثة وكمادة تاريخية عبر عصور الجزيرة العربية المختلفة، والعناية بالعلوم النسوية منهجا وموضوعا. وأملت الفاسي إخراج الكرسي من حيز التكرار في نشاطه العلمي، وإشراك أكبر عدد ممكن من الباحثين من داخل المملكة وخارجها حتى يتجاوز المحلية إلى الدولية، وأثنت على ما ورد في ورشة العمل الأولى من أفكار جديدة واقتراحات متميزة ستكون عونا لنجاح مهمة الكرسي في خدمة التاريخ والمؤرخين بصفة عامة.