قد يحتاج الطبيب إلى أكثر من جلسة مع المريض وربما أكثر من فحص وتحليل للوصول إلى التشخيص الصحيح حتى في بعض الاعتلالات الصحية العارضة والبسيطة، فكيف بالأمراض المزمنة الخطيرة .. لقد خطرت في ذهني هذه المقاربة وأنا أقرأ التقرير الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط يوم الاثنين الماضي 7/6/2010م عن إفادات الشيخ عبدالله السويلم، عضو برنامج المناصحة، بعد لقاء (التسعين دقيقة) مع هيلة القصير. الشيخ السويلم أدلى بمعلومات هي أقرب إلى التشخيص النهائي، لكنه تشخيص غير دقيق أو بالأحرى غير صحيح، إما لعدم المعرفة بوسائل وخطوات التشخيص الصحيحة أو لعدم اكتراثه باستخدامها، وفي كل الأحوال تكون النتيجة خاطئة. من الصعب جدا تبسيط الأمور إلى حد قول الشيخ السويلم عن هيلة: «وجدت أنها امرأة كغيرها من نساء هذه البلاد، تحمل ديانة قوية وعندها الغيرة على هذا الدين، وحب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوة في إقناع الآخرين بالدعوة إلى الله والإنفاق والبذل والعطاء». ومن الصعب جدا أن يكون أساس مشكلتها: «حب الظهور والبروز لارتباطها في أول زواج لها برجل مشهور». ومن الصعب جدا كذلك أن يكون «ما قامت به لناحية دعم القاعدة هو تشف وانتقام لمقتل زوجها على يد القوات السعودية». هذه العبارات الواقعة بين الأقواس نسبتها الصحيفة إلى الشيخ السويلم كما هي منقولة هنا تماما، وحين تكون كذلك فإنها لابد أن تثير قدرا غير قليل من القلق حيال تشخيص حالة سيدة أجمعت مصادر المعلومات على أنها من أكثر النشطاء والفاعلين لصالح تنظيم القاعدة، خصوصا حين يقدم التشخيص عضو في الفريق العلاجي المسؤول عن هذا المرض الخطير .. وبإمكاننا استحضار كثير من الآراء والمعلومات التي تؤكد خطورة حالة هيلة، لكني سأكتفي هنا بما قاله الزميل الكاتب فارس بن حزام عنها في مقاله بصحيفة الرياض يوم أمس: «وكل ما فعلته ينم عن ذكاء هائل، وقدرة على العمل الخفي لسنوات طويلة، من دون أن يكشف أمرها. فلا يليق التهوين من خطرها وقوة شخصيتها؛ فالإصرار على تقديم المرأة في رداء الضعف والخنوع، لا يتماشى مع ما ارتكبته هيلة في مسيرتها». وبالتالي لا يمكن أبدا أن تكون هيلة امرأة كغيرها من نساء هذه البلاد بحسب وصف الشيخ السويلم، لأن غيرها من نساء هذه البلاد لم تدفعهن غيرتهن الفطرية الطبيعية على الدين إلى الانضمام إلى تنظيم يحارب الوطن ويستهدف أهله، بل ويشاركه بشكل قيادي في تنفيذ مخططاته .. لقد ترسخت وتبلورت قناعات هيلة عبر مشوار طويل مع هذا التنظيم ولم تفعل ما فعلته إلا بدافع من قناعاتها، ولهذا يجب أن لا نتعامل مع أخطر الأمراض بهذا التبسيط الشديد في التشخيص والعلاج. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة