قال صحافيون إن صحيفة سودانية أعلنت أمس أنها ستتوقف عن الصدور لمدة أسبوع؛ احتجاجا على الرقابة الصارمة التي تفرضها السلطات في الوقت الذي تم فيه حظر خمس صحف سودانية. وأعيد فرض الرقابة المباشرة قبل الصدور على صحيفتين الشهر الماضي، كما شكت أربع صحف أخرى البارحة الأولى من زيارة قامت بها قوات الأمن السودانية لها حذفت خلالها صفحات عدة من محتواها. وقال فايز السليك القائم بأعمال رئيس تحرير صحيفة (أجراس الحرية) المناصرة للحركة الشعبية لتحرير السودان التي وقعت مع الحكومة عام 2005 اتفاق سلام أنهى الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب «إن الصحيفة ستتوقف عن الصدور لمدة أسبوع احتجاجا على الرقابة المباشرة قبل الطبع». ولم تتمكن الصحيفة من طبع نسختها أمس لليوم الثالث على التوالي، بينما لم يسمح لصحيفة (الميدان) الحليفة للحزب الشيوعي السوداني بالطبع. وقال محمد الفاتح مدير التحرير التنفيذي لصحيفة (الميدان): إن المطبعة تلقت أمرا بعدم طباعة نسختها وقال إن السلطات السودانية فيما يبدو انزعجت من تحقيق صحافي أجرته الصحيفة عن إضراب للأطباء. وقال صحافيون من ست صحف مستقلة أو معارضة إن صحفهم تلقت زيارات مباشرة من قوات الأمن التي قامت بفرض الرقابة عليهم أمس الأول. بينما قالت صحف أخرى إنها تلقت اتصالات طلب منهم خلالها عدم نشر أخبار عن أنباء بعينها من بينها إضراب الأطباء احتجاجا على الأجور وظروف العمل أو عن المحكمة الجنائية الدولية ما لم تكن منقولة عن مصادر حكومية. وحصلت الصحافة السودانية على قدر من الحرية بعد اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب عام 2005. لكن حرية الصحافة عانت بسبب تصاعد التوتر مع المحكمة الجنائية الدولية والأزمة الإنسانية في إقليم دارفور التي نتجت عن نزوح ما يقرب من مليوني شخص عن ديارهم. ومن المقرر أن يجرى استفتاء مهم في الجنوب في يناير (كانون الثاني) بشأن استقلال الجنوب عن السودان.