من المهن العالية الشريفة مهنة المحاماة التي أصبح لها في العصر الحديث قوانين وأصول وواجبات وحقوق وهذه المهنة لها أصل في التشريع الإسلامي وإن لم تحمل المسمى المعاصر نفسه، وهدفها الأساسي الدفاع عن المتهم البريء بطريقة شرعية قانونية، ومساعدة القضاة في أي مكان في العالم على إصدار الحكم العادل المناسب بعد أن يوفر لهم المحامون الدلائل والقرائن التي تعينهم على دراسة القضية دراسة وافية والإحاطة بها من جميع جوانبها وإعانة المتهم على إيراد ما يدافع به عن نفسه لا سيما إن كان بريئا مما نسب إليه أو أن دوره فيما حصل محدود أو أن هناك دوافع قاهرة دفعته لارتكاب عمل مخالف للشرع أو القانون! هذه المهنة العالية الشريفة تظل كذلك ما دام المحامون ملتزمين بأخلاق وشرف وأصول وقوانين وواجبات مهنتهم، وما دام أن هدفهم الأسمى هو الحق والعدل ولا شيء غير ذلك، وفي هذه الحالة يكون دورهم إيجابيا في أن تأخذ العدالة مجراها ويحصل المتهم على الحكم العادل المناسب، سواء كان ذلك الحكم براءة كاملة يستحقها، أم كان حكما مناسبا لما ارتكب من جرم. أما إذا انحرفت مهنة المحاماة عن الجادة وأصبح من بين المحامين من يقوم بالدفاع المستميت عن المجرمين والقتلة، أمام المحاكم والقضاة، مظهرا براعته وقدرته الفائقة في هذا المجال، وأنه ألحن بحجته من المدعي العام أو من محامي الذين ارتكبت الجريمة ضدهم، ملبسا الحق بالباطل ساعيا بذلك كله إلى تحقيق مكاسب مادية رخيصة أو معنوية أرخص فإن عملا كهذا يحول مهنة المحاماة إلى مهنة وضيعة وعمل آثم حتى إن ظن صاحبه أنه يحقق بذلك النجاح والسمعة التي تجعل الناس يتهافتون على مكتبه سعيا منهم للحصول على حكم براءة لمن لا يستحقون البراءة وفي ذلك إخلال خطير بمهنة المحاماة وأهدافها بل إخلال بالعدالة والحق، وقد سئل محام ذات يوم عن المحاماة والمحامين فتلا قوله عز وجل: «وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا». وهذه الآية سبق لأحد الأطباء الاستشهاد بها عند حديثه عن العاملين في مهنة الطب وهي تنطبق على جميع أصحاب المهن الأخرى.. والله أعلم بالصواب. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة