بحسب مصادر مطلعة ل«عكاظ»، أظهرت دراسة أن نسبة المدمنات على مستوى الخليج تقارب ال65 في المائة من الفتيات، حيث تشكل نسبة 40 في المائة منهن مدخنات، وتتراوح أعمار الفتيات بين 14 22 عاما. وأشارت المصادر إلى أن نسبة تردد السيدات على مستشفى الأمل للعلاج 30 40 في المائة، وأكدت الأخصائيات بضرورة وجود شرطة نسائية للتفتيش في التجمعات النسائية والمقاهي المغلقة، وأن هناك عيادات نفسية خيرية خاصة بالسيدات، وخصوصا المدمنات وتشمل جميع مستشفيات المملكة. سيجارة وإدمان (ر. ع 28 عاما) تناولت البانجو والحشيش حتى وصلت لمرحلة الإدمان، تقول «كنت أعمل في صالون تجميل فاخر قبل خمس سنوات، وفي يوم التقيت بزائرة للصالون وكانت لطيفة معي في بداية الأمر، وهي تسألني عن حياتي الخاصة حتى عرفت نقطة ضعفي الوحيدة كوني معنفة أسريا، ولدي أرق مايجعلني مدمنة لأدوية منومة، وشعرت حينها بخمول وكسل شديد وأخبرتها بأمري، فأعطتني (سيجارة حشيش) فتغير حالي وأصبحت أشعر بنشاط وهستيريا، ما أوصلني إلى درجة الإدمان، ولجأت بعد ذلك إلى عيادة نفسية بشكل سري دون علم أهلي، ولم استطع العلاج في مستشفى الأمل خوفا من المجتمع. مدمنة وداعية لا يختلف حال (م. ل) عن سابقتها، فلقد كانت فتاة ملتزمة ومن بيئة محافظة جدا وبعد دخولها الجامعة تقول «في السنة الأولى من دراستي الجامعية انخرطت مع مجموعة من الفتيات الملتزمات ظاهريا، وبعد مضي عام اكتشفت أن هذا الالتزام عبارة عن غطاء يتسترن به بعيدا عن الاشتباه»، وتضيف «كنت أخرج معهن إلى المطاعم والمقاهي من العاشرة صباحا وحتى بعد الظهر، وكنا نتناول (الشيشة) التي يضعن فيها مادة الحشيش، وبعد إصرار منهن تناولتها إلى أن أدمنت عليها، فلجأت إلى خالتي وأخبرتها بالأمر فأخذتني فورا إلى العيادة، فخضعت للعلاج السلوكي والنفسي والديني، واستمر علاجي لثمانية أشهر، إلى أن تعالجت وعدت لطريق الصواب، بل عملت في مجال الدعوة لإبعاد بنات جنسي عن أي طريق قد يضيعهن». مروجة جامعية تحكي (هند. س 24 عاما) وهي طالبة جامعية في جدة، كيف أن إحدى الطالبات قد تحولت إلى مروجة، تقول «سمعت عن طريق صديقة أن طالبة تروج الحشيش بين الطالبات، وقد أكدت لي عاملة آسيوية وجود فتيات يبعن الحشيش في الجامعة دون أن يلاحظهن أحد». المستشارة الأسرية في جدة الدكتورة سلمى سيبيه ترى أن انتشار الإدمان بين الفتيات يرجع إلى الجهل بمخاطر المخدرات، تقول «قد تكون الفتاة غير راضية تماما عن حياتها الأسرية، وصاحبة شخصية ضعيفة التكامل، أو لكونها تعيش في بيئة أو أسرة غير مناسبة». وتشير سيبيه إلى ضرورة إعادة النظر في إعداد الأسر الحالية في مستشفى الأمل، كما أن الحالات التي تدخل المستشفى غالبا ما تعود إليه مدمنة أيضا وهذا الأمر في غاية الصعوبة. وأكدت سيبيه أن وجود الشرطة النسائية للتفتيش في الجامعات والمدارس ضرورة لابد من دراستها، شريطة تدريبها وتأهيلها بالشكل المطلوب. وأشارت سيدة الأعمال وعضوة مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة الدكتورة عائشة نتو إلى أن بداية علاج هذه المشكلة هي الاعتراف بأن هناك فتيات مدمنات وأن أعدادهن في ازدياد، وتقع المسؤولية على عاتق كل من وزارتي التربية والصحة.