لم يكن أحد يتوقع أن تهزم سلوفينيا ضيفتها روسيا في إياب الملحق الأوروبي وتتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010. ومن بين المتفاجئين رئيس الوزراء بوروت باهور الذي دخل غرفة الملابس بعد الانتصار التاريخي، فسحب قطعة قماش من جيبه وركع وهو يضحك ثم قام بتلميع حذاء المدرب ماتياس كيك ولاعبي الفريق بشكل رمزي. ملعب غرادسكي فرت في مدينة ماريبور شهد هذه الواقعة الرمزية، وعلق عليها باهور الذي اعتبر نفسه المشجع رقم واحد للمنتخب السلوفيني: «لقد وعدت أن أقوم بهذا الأمر وها أنا أنفذ وعدي. إنهم يستحقون ذلك». يملك ماتياس كيك قدرة قيادية ونوعية تنظيمية لافتة، فاخترق الساحة الدولية من الباب الخلفي من خلال قيادته منتخب سلوفينيا للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها. أمضى كيك عشرة أعوام محترفا في النمسا، لكن اللاعب المدافع انطلق وأنهى مسيرته في مدينته ماريبور، وأصبح مساعدا لمدرب الفريق بعد اعتزاله اللعب عام 1999. عين مدبا للفريق في موسم 2000-2001 ولم يتأخر في قيادته إلى لقب الدوري السلوفيني ثم كرر الإنجاز عام 2003. ازدهر النادي ماليا في الفترة التي أشرف فيها كيك على الفريق وتميز عن باقي منافسيه في الدوري، لكن عام 2004 عانى النادي ضائقة مالية فعجز كيك عن إحراز أي لقب ما دفع الإدارة إلى إقالته عام 2006 وسط حالة من التمرد عصفت في النادي. عمل كيك مع منتخبات الفئات العمرية لسلوفينيا، قبل الوصول إلى المنتخب الأول في يناير 2007، و أظهرت النتائج الأولية أن منتقديه على حق. تعادلت سلوفينيا في مباراتها الأولى في ألبانيا ضمن تصفيات كأس أوروبا 2008 قبل خسارتها أمام هولندا ثم رومانيا على أرضها وخارج أرضها. مع ذلك، ورغم اعتباره ساذجا من قبل المشجعين، تمكن من بناء فريق صلب أصبح من الصعب كسره مع مرور الوقت. ظهرت ثمار النجاح في تصفيات كأس العالم 2010 حيث تمكنت سلوفينيا من الحلول وصيفة لجمهورية تشيكيا في المجموعة الأوروبية الثالثة، وكادت تتصدر وتتأهل مباشرة إلى النهائيات، بيد أنها خاضت الملحق وتأهلت من البوابة الروسية. عدل كيك طريقة لعب المنتخب بعد استلامه القيادة بدلا من أوبلاك، فمن خطة 3-4-1-2 بات يعتمد أربعة مدافعين، وعمل على تقليص المساحات بين اللاعبين من خلال خطة 4-4-2. واللافت في طريقة كيك أن فريقه تلقى أربعة أهداف فقط في مجموعته الأوروبية وهو الأقل في المجموعات التي ضمت 6 منتخبات هولندا تلقت هدفين في مجموعة ضمت خمسة منتخبات. خلال فترة قيادته منتخبات الشباب في سلوفينيا، عمل كيك كموزع موسيقي في إذاعة محلية وكمعلق رياضي للتلفزيون السلوفيني.