الزواج عبارة عن عقد رسمي بين رجل وامرأة وبشكل علني أمام الله والناس بحيث يغذي هذا الزواج الحب والرحمة والمودة، وتحلم الفتاة مهما كان عمرها بزوج تحبه ويحبها ويوفر لها الراحة والسعادة ويحميها ويهتم بها، وتبدأ مسيرة الزواج الناجحة بالاختيار الصائب الذي يقوم على أساس الرغبة والمودة وقد نهت الشريعة عن إجبار الفتاة على الزواج بأي شخص، ما لم تتوفر القناعة التامة لها بهذا الأمر، ولكن نرى أن بعض الآباء يريدون أن يزوجوا بناتهم بالإجبار وإذا حصل ذلك لا تستطيع المرأة أن تعيش مع زوجها وربما تعيش في صراع داخلي مع نفسها وبعض الأحيان يكون الزواج بالإكراه وله أسباب عدة منها العادات والتقاليد التي كانوا في الزمن الماضي يسيرون عليها وتحتم الزواج من ابن العم الذي كانت الفتاة تلعب معه وتربت معه وكان لها بمثابة الأخ، ولا ننسى أن مشاعر الظلم تلاحق الفتاة ولا تستطيع التخلص منها بسهولة فتعتبر أهلها أنهم يظلمونها بهذه الزيجة وقد يكونون متجردين من مشاعر المحبة تجاهها وربما يزوجونها من أجل ماله أو حسبه أو نسبه ولا ينظرون إلى مساوئ العشرة بينهم. ويبقى الأطفال في زواج كهذا الضحية الأولى. وهناك من العوائل من تستعجل أمر زواج البنت وذلك بعقد قرانها على من يرغبون فيه دون علمها وهذا الأمر غاية في الإجحاف لحقوق اختيار الفتاة للزوج. وهنا الفتاة تحاول الانتحار لكي تتخلص من ذلك الزواج الذي تشعر فيه بأنه أصعب من الموت مما يؤدي إلى ندم الأهل على سلوكهم مع ابنتهم ولا ينفع الندم بعد وقوع الحدث ونتيجة لذلك الموقف المعقد الذي يتبعه الأهل، وتعيش الفتاة في حالة نفسية لا تحسد عليها إن تزوجت مجبرة فإنها لا تستطيع أن تقيم علاقة طبيعية مع الزوج. وفي الأخير نناشد جميع الآباء والأهل أن يكون الزواج برضا الطرفين كي يكون بنيان هذه الأسرة سليما وقويا ولا تهزه رياح صعوبة الحياة ومشاكلها، وأن يحاولوا أن يكونوا متفاهمين مع الفتاة. مهند إسحاق