احتار علماء الفلك في تفسير ظاهرة اختفاء واحد من بين حزامين من الغيوم كانا يحيطان بكوكب المشتري، في تطور يحدث للمرة الأولى بالنسبة للحزام البني اللون الذي اعتاد العلماء على رؤيته يتضاءل ومن ثم يعاود الظهور دون غياب كامل. تفاعلات المشتري وتعليقا على ذلك، أوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة، أن المشتري ليس جسما صلبا كما الأرض، ولكنه يبدو كأنه كتلة من غاز ضخم بكثافة منخفضة ويتكون بشكل أساسي من الهيدروجين. ولفت إلى أن سطح المشتري الذي نراه عبر التلسكوب هو عبارة عن منظومة من أحزمة السحب تتكون بشكل أساسي من الأمونيا والميثان، وكلاهما مركب هيدروجيني وفي حالة مستمرة من الاضطراب، مبينا الأحزمة الأقرب من خط الاستواء تتحرك بشكل أسرع قليلا من التي تقترب من القطبين وتظهر على هذه الأحزمة السحابية بقع كثرة قاتمة ومظلمة. وأضاف «هذه الأحزمة هي عبارة عن سحب يتغير اتساع وضوحها باستمرار وتحدث تغيرات ونشاط كبير في داخلها، وهي تظهر بألوان متعددة وهي تتحرك موازية لخط الاستواء، كما أن المراقبة المستمرة لتك الأحزمة أظهرت حدوث تغيرات في شكلها ولونها، وفي بعض الأحيان تنقسم بعض الأحزمة ثم تتفتت إلى غيوم منفصلة وتصبح حدودها غير منظمة، وهذا يدل على أن جو المشتري يشهد عمليات عاصفة غير عادية، وهذا يشمل أيضا اختفاء حزام الاستواء الجنوبي للسحب، ولا يعرف السبب بشكل دقيق حتى الآن وإن كان يرجح أن ذلك يعود إما إلى التفاعلات التي تحدث داخل الكوكب أو إلى النشاط الشمسي الدوري. غمامة الأمونيا وقال غلين أورتون اختصاصي علم الفلك لدى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا): إن الحزام المختفي هو الذي يقع جنوب خط الاستواء على الكوكب، وأضاف معلقا على الأمر: «هذا حدث كبير جدا، نحن نراقب الكوكب بشكل مكثف اليوم لكننا لم نعرف بعد سر اختفاء الحزام». أما عالم الفضاء الأسترالي أنطوني ويزلي فقال: «لم أتوقع أبدا أن يختفي الحزام بشكل كامل، بالفعل فإن كوكب المشتري ما زال قادرا على صنع المفاجآت». وفي السياق نفسه، رجح عدد من علماء «ناسا» عدم اختفاء الحزام الذي بدأ بالاضمحلال منذ العام الماضي، متوقعين أن يكون مختفيا تحت غمامة سميكة من الأمونيا التي تتكون بشكل طبيعي على الكوكب. من جهته، قال جون روجرز، رئيس فرع مراقبة المشتري في الهيئة البريطانية للفضاء، إن الحزام اضمحل عدة مرات في السنوات الماضية، دون أن يختفي كليا كما هو الحال اليوم، وذلك في الفترة ما بين 1973 و1975، ومن ثم ما بين 1989 و1990، وكذلك عام 2007. وتوقع روجرز أن يعاود الحزام الظهور مجددا خلال العامين المقبلين، مشيرا إلى أن ظهوره سيحدث بالتزامن مع عواصف هائلة تجتاح الكوكب ويمكن مراقبتها من الأرض بمناظير عادية بسبب ضخامة تأثيرها. وتابع «سأنتظر ذلك بفارغ الصبر، لأن العواصف ستظهر فجأة وستدفع الحزام للظهور مجددا بشكل دراماتيكي ومتسارع خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع».