ما زلت أتذكر تلك المكالمة الهاتفية التي شكلت تغيرا في مسار برنامجي الإذاعى مباشر Fm (صوتك وصل)، وكان بطلها علما بارزا سينصفه التاريخ وإن غفلنا عنه وهو بأمس الحاجة لدفء مشاعرنا. كنت وقتها غير مصدق أن المتداخل هو الدكتور غازي القصيبي، وقال لي حينها «ليس من عادتي أن أسهر لما بعد العاشرة، لكنني عندما استمعت إليكم تابعت بفرح وأنا غير مصدق أن هذه إذاعتنا وغدا أنتظر منى اتصالا». وأمضيت ليلتي مزهوا وأنا أنتظر الاتصال الموعود، وبالفعل هاتفني الدكتور القصيبي بعيد الظهر وهو يزف لي بشراه قائلا إنه عرض حالتين من برنامجي على صاحب القرار وصدر توجيه كريم لهما لحل مشكلتهما. وأضاف أنه سيتابع البرنامج ويفعل ما بوسعه. تذكرت له هذا النبل والحس الوطني، وأنا أحاول مكالمته في البحرين؛ للاطمئنان على صحته ولأقول له اغفر لنا ذاكرتنا الدفانة الضعيفة يا من أسعدتنا في مواقف ومنجزات للوطن لا تحصى حتى نلت لقب معالي الوزراء، أبدعت نبلا وعطاء وثقافة وشعرا وحسا وطنيا رفيعا وكفا نظيفة ونفسا عفيفة.. أردت أن أطوقه حبا وعرفانا يليق بغازي الإنسان والمسؤول والأديب والشاعر المختلف جدا والصادق جدا. لم أجد مجيبا على الطرف الثاني من الهاتف سوى رفيق مشواره وزميل دراستي هزاع العاصمي الذي لم يزد على أن قال إنه بحاجة لدعوات الصادقين المنصفين وما على الله عسير سبحانه جلت قدرته. **** كانت ولادة هيئة الغذاء والدواء خطوة أسعدتنا لما لهذا القطاع من أهمية في حياتنا تستوجب حماية أرواحنا وصحتنا ممن أرادونا فئران تجارب لمنتجاتهم وزبائن لزيادة ثرواتهم. والأجمل أنه تم ضم كل ما له علاقة بهذين القطاعين للهيئة بحكم الاختصاص، وزاد من تفاؤلنا أنه ستتوفر فرص وظيفية لشبابنا وشاباتنا ضمن التخصصات المطلوبة والمناسبة. لكن يبدو أن البيروقراطية والواسطة سريعة التمدد والسيطرة حتى في الإدارات حديثة العهد، وإلا ما معنى أن شبابا يحمل مؤهل الكيمياء الحيوية ينتظر أشهرا دون أن يجد من مسؤولي التوظيف في الهيئة ما يسرهم رغم أن طلباتهم التي أدخلت عبر الموقع الإلكتروني للهيئة تم قبولها، فهل تجد هذه المشكلة تدخلا عاجلا من رئيس الهيئة الدكتور الكنهل؟ الذي ننتظر منه الكثير بحكم جديته وحماسه وحرصه على أن تكون الانطلاقة بحجم الأمل والتطلع.