أول مؤتمر دولي لمكافحة الجريمة حصلت من خلاله على أوراق كثيرة لتغذية أرشيفي الشخصي كان في الهند قبل حوالي ربع قرن من الزمان، ومن بعده بعام واحد كان هناك مؤتمر نابولي في إيطاليا وعلى أثر ذلك من زمان زمان جدا تذكرت قول حسني البرزان إذا أردنا أن نعرف ماذا في البرازيل فيجب أن نعرف ماذا في إيطاليا وللواقع في العام الذي يليه ومن قبل كنت ألاحظ نموا في توزيع معدلات الجريمة بحسب الإسناد الجغرافي.. ولسبب أو لآخر، إذا افترضنا أنه لا توجد جريمة في الهند، فالوتيرة المتسارعة في زيادة عدد السكان مدنا وقرى وفي المزارع وتحت الأنفاق يجعل الهند بتوابعها الحضارية من أكثر الدول عرضة للذوبان في تعقيدات الجريمة، ثم إن التباعد الطبقي في المجتمع الهندي وقس عليه ما يحدث في دول أمريكا الجنوبية وفي دول عربية أخرى انضمت إلى ركب الصراع الطبقي يجعل العالم من نواح جنائية يتحرك فوق صفيح ساخن من «الكريسي» أو لنقل عاميا «الحبج» و «اللبج» بأجنحته المتعددة. إنهم يريدون مكافحة الجريمة بإشراف الأمم المتحددة، وكلما كثرت الدراسات وزادوا الموازنات اللازمة للتخفيف من حدة الجريمة، وجدوا أن الجريمة تتدفق وتزداد منظمة ومفردة تتزايد معدلات الجريمة وكأن كثيرا من مدن وقرى العالم تقف على فوهة بركان. هنا دعني أكتب إليك إنه على أثر إحساسي بفوبيا الجريمة قبل سنوات قلائل ، بدأت التخلص من أرشيفي الخاص، إذ لم يسبق لي ولله الحمد الوقوف شاهدا على جريمة قاتل أو قتيل، ومع ذلك فقد سكن الغبار بطي أوراق ومدونات كثيرة بغثيان آيل لأزمنة الجريمة. حتى أوراقي ومذكراتي عن مكافحة الجريمة .. كل شيء قذفت به هكذا ورأيته يتطاير في هواء بعيد عن ذروة التلوث هنا. لقد صعدت به على تلة تبعد كيلومترات مترامية عن مركز التلوث وقلت الله لا يردكم .. فإلى الجحيم اذهبوا ومع الغبار تناثروا، هكذا قلت لنفسي عالم بعضه تعيس وربما يلتحق به النصف الآخر، فإلى متى أمارس تخزين آلامه فوق رفوف الخشب المستلب أساسا من الغابات الجميلة .. الآن لم نعد بحاجة إلى أية مطويات ولا إحصائيات جديدة، فمن خلال محرك البحث، فهم يوافونك أن العالم لا يزال يتوافر فيه مستجدات جنائية بأبعاد شيطانية، وفي صحفنا المحلية يتوافر السرد الجنائي بتعداد المدن والقرى واتساع رقعة العمران على مدار الساعة. ها أنت تقف مشدوها أمام سماعك من خلال وريقات الصحافة لأعمال «التكفيخ»، وطلاقات مسبوقة بركل عاطفي وتصفية المدير في شارع عام، وسرقات البيوت .. والسطو كما في الأفلام الأمريكية، هو ذا الزمان يدور ويستدير قائلا لسنا شياطين ولا ملائكة ... نحن جزء منك أيها العالم!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة