تبخرت أحلام طبيب أردني في الثراء إثر سقوطه في خديعة محكمة نسجها حوله رجل في الخمسين من عمره حصل منه على مبلغ مليون ونصف المليون ريال مقابل صفقة ذهب وهمية ثم اختفى في زحام جدة. الواقعة بدأت عندما عرض المتهم على ضحيته أوراقا ومستندات وهمية تؤكد حيازته كميات كبيرة من الذهب، وعن استعداده تسويقها بثمن زهيد يقل كثيرا عن قيمة أسواق المجوهرات فإبتلع الطبيب الأردني المقيم الطعم سريعا وسلم المتهم مبلغ مليون ونصف المليون ريال مقابل الصفقة التي ستنقله إلى خانة المليارديرات، لكن انتظاره طال بعد تواري الطرف الثاني عن الأنظار فلم يجد الضحية غير طلب العون والمساعدة من مركز شرطة الشرفية التي فتحت محضرا بالواقعة واستمعت إلى أقوال الطبيب المخدوع الذي يعمل في منشأة أهلية خاصة في مدينة جدة. وذكر الشاكي في أقواله أمام محققي شرطة الشرفية أنه آثر الانتظار قبل تقديم البلاغ مترقبا ظهور صاحب الذهب لكن غيابه الطويل زرع الشك فيه ما ألزمه تقديم البلاغ الرسمي. أقوال الطبيب الأردني لم تكن كافية في تحديد هوية المحتال أو الاسترشاد إلى مخبئه لكن مهارة وحنكة ضباط التحقيق ورجال التحري انتهت بتوجيه الاتهام إلى رجل في العقد الخامس تنطبق عليه كافة الأوصاف التي قدمها الشاكي. تتبعت السلطات خطوات المتهم في كل شوارع حي الشرفية الشعبي ورصدت مركبته في شارع طرفي ضيق ليتم توقيفه في الحال ومواجهته بالاتهامات، غير أنه أنكر أية صلة له بالطبيب أو ارتباطه بأية علاقة مع مبلغ المليون ونصف المليون ريال، لكن الدلائل والقرائن التي أظهرها رجال الأمن كانت كفيلة بتراجعه عن نكرانه فعاد للقول: إنه سلم المبلغ إلى رجل مسن رحل عن الدنيا قبل فترة، مشيرا إلى أنه لا يعلم شيئا عن مصير المال، ثم عاد المتهم للتراجع مجددا عن أقواله. إلى ذلك أبلغ المتحدث في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن التحقيق متواصل مع المتهم الموقوف، حيث اعترف بحصوله على المبلغ من الطبيب العربي. وزعم أنه سلمه إلى مسن راحل لكنه عاد وأنكر أقواله الأولى، وما زالت التحريات مستمرة مع المتهم.