يبدو أن الصحافة الإلكترونية عندنا، وفي العالم العربي ورغم لهاثها المستميت في الإثارة، والتجاوز لم تستطع تجاوز الصحف المطبوعة أو أن تؤسس نفسها بشكل احترافي ينافس الصحافة الورقية، أو مواقعها الإلكترونية حتى الآن، فلازال الاعتماد على مواد الصحافة الورقية، سواء مطبوعة على الورق أو من خلال مواقعها الإلكترونية النمطية هو السائد، حيث بقيت المصدر الأول للأخبار والرأي، وكافة أنواع التغذية الفكرية حتى أن كثيرا من محطات التلفزيون الفضائي تنقل منها أو تستلهمها، فالصحافة الإلكترونية، والفضائية في العالم العربي تنقصها الاحترافي والمهنية التي تحرك جودة الصحافة الورقية مهما كان إبهار القراءة الإلكترونية، وإثارتها، وسرعتها، استثني من هذا المحطات التي استوردت أساليب غربية في المتابعة أبهرت مشاهديها لفترة معينة ثم تنمطت بأجندة التلفزيون العربي المعتاد، ولم تستطع فعلا فتح الأفق، وأبرزها (الجزيرة والعربية) وعدد آخر من محطات تزعم أنها إخبارية. موضوع المهنية الذي أشرت إليه، له اشتراطات أولها، القوة المالية للمؤسسة (صحافة إلكترونية أو تلفزيون فضاء) ولو أن كثيرا من محطات التلفزيون حققت تفوقا في المادة الترفيهية المتجددة، وعلى الأخص، برامج المنوعات، وإذا استثنينا جهدها الإخباري الحي فكل المادة التابعة تقوم بها وجوه مكررة من المحللين، والصحافيين الذي يعملون في الصحف المطبوعة قبل أن يتجهوا للفضاء، مع أن صحافة الغرب الإخبارية تجاوزت هذا الأسلوب بمراحل. ثاني هذه الاشتراطات، هو المراسل الذي تلجأ له هذه القنوات، وكثيرا ما يكون شابا يبحث عن فرصة، ويزج به على الهواء مباشرة في موضوعات هو قليل الإلمام بها، وأخطر ما يقدمه هؤلاء هو الحالات الخاصة التي لا تكون موضوع قصة خبرية في الأساس، ولا يكون أبطالها من الذين هم في دائرة الضوء، وتندرج في موضوع اقتحام الخصوصية لأناس هم في الظل، وتدريب هؤلاء يجب أن يتجاوز موضوع الإلمام بالكاميرا، ومونتاج لتقرير إلى الجانب الأخطر في موضوع ثقافة المجتمع الذي يعملون فيه. - وثالثها، أن بعض العناصر التي تعد التقارير تكون تحت صيغة النص الإداري الجامد للبيان وبدون معالجة، بمعنى أن البيان المعطى لهؤلاء هو صيغة غير مشروحة بحيثياتها مما يجعل قراءته من نفس البيان دون تحليل لأبعاده يلزم المحطة بالبحث عن متخصصين لا يتغيرون للشرح، والتعليق، وهذا أحيانا يبتعد بالمعلومة عن ميدانها، والأغرب بهذا الخصوص أن كل المحللين، والمعلقين في هذا الجانب يحملون لقب رئيس أو مستشار معهد معين للبحوث الاستراتيجية، وقد رأيت على الشاشات من أعطوا هذا اللقب وهم براء منه، والمسألة من قبل مذيع النشرة، أو المحطة هي وضع إطار لمحللها بالعلم، والمعرفة ما دام يحمل لقب باحث استراتيجي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة