اليهودية هي ديانة قوم انحدروا من سلالة إبراهيم عليه السلام مرورا بيعقوب والأسباط عليهم السلام، ومن أنبيائهم موسى عليه السلام، ويعقوب، والأسباط أبناؤه، ومنهم داوود وسليمان، وقد ذكر الله تعالى امتنانه عليهم بأن جعل فيهم الأنبياء وجعلهم ملوك الأرض، وأبرز الشخصيات: يوشع بن نون، وكتابهم التوراة، وأما التسمية فمن العلماء من يقول إنها مأخوذة من قول الله تعالى على لسان موسى عليه السلام: (إنا هدنا إليك) ومنهم من قال: نسبة إلى يهوذا وهو: أحد أبناء يعقوب عليهم السلام، وقد قسم العلماء عهود اليهود إلى ثلاثة أقسام: عصر القضاة، وعصر الملوك، وعصر الانقسام والتمزق والزوال، وقع اليهود الإسرائيليون في سنة 721ق م تحت قبضة الآشوريين في عهد الملك سرجون الثاني ملك آشور فزالوا من التاريخ، وسقطت مملكة يهوذا تحت قبضة البابليين سنة 586 ق م، وقد دمر (بختنصر) أورشليم، والمعبد، وسبى اليهود إلى بابل، وهذا هو التدمير الأول المذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها... الآية) ثم قال تعال: (فإذا جاء وعد الآخرة) أي الإفسادة الآخرة (ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا). وكثير من العلماء على أن الوعيد الثاني المذكور في قوله تعالى (فإذا جاء وعد الآخرة...) أنه لم يأت بعد، ويمكن أن يتخلل بين الكرتين أن يسلط الله عليهم من يسومهم، كما حصل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك ما حصل من ملوك الزمان الغابر ك(هتلر) وغيره. وقد افترق اليهود، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهم من كانوا على الإسلام زمن موسى عليه السلام، وهذه الفرق والمنظمات والجمعيات كثيرة، وتنطلق من أمهات الفرق عندهم وهي أربع فرق: العنانية، والعيسوية، والمقاربة اليوذعانية، والسامرة، وكل فرقة تخالف الأخرى في أصول المعتقدات، وقد ظهر في كل فرقة فرق وأحزاب، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم افترقوا دل على أن من أحدث شيئا في اليهودية ممن جاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا يعد أن يكون داخلا تحت الفرق القديمة، ففرقة يهود الدونمة، والماسونية، والصهيونية، وأبناء العهد (بناي برث)، والروتاري، والليونز، وحيروت بمعنى (الحرية)، والانتراكت، وشباب الروتاري، وغيرها من الفرق المعروفة في هذا الزمان كلها تعود في الأصل إلى الفرق الرئيسة الأولى منذ العهود القديمة، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا ويقطن المدينة قبائل من يهود: بنو النضير، وبنو قينقاع، وبنو قريضة، وهناك يهود من بني زريق، وبني عمرو، وغيرهم، ولكنهم لا يشكلون خطرا كهذه القبائل، ولكل قبيلة قواد وسادة، اتصف اليهود بصفات مشينة جاء بيانها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعرف ذلك من سيرتهم على مر الأزمان. [email protected]