يتكرر كثيرا بين بعض الكتاب الانتقاد لاختبار القياس، الذي يقيس التحصيل العلمي لدى خريجي التعليم الثانوي العام توطئة لالتحاقهم بالجامعة .. بعضهم يرى في ذلك الاختبار هدرا للجهد من غير فائدة ترجى، وبعضهم يراه معيقا للشباب يحول بينهم وبين الالتحاق بالجامعة، وبعضهم لم يجد فيه سوى أنه مجرد باب للكسب المادي. وكل ذلك لكون كثير من الطلاب الذين يخضعون لذلك الاختبار لا يتمكنون من اجتيازه، رغم أن بينهم من هو حاصل على معدل درجات عال في الثانوية العامة! ردة الفعل الأولى لدى بعض الناس بمن فيهم أولئك الكتاب المنتقدون لاختبار القياس، هي رفض اختبار القياس، والنظر إلى إقراره كما لو أنه لا غاية له سوى إعاقة الالتحاق بالجامعة أو إيجاد مصدر للكسب المادي للمؤسسة التي تقدمه لكن لا أحد يتساءل لم يفشل عدد كبير من المتقدمين لهذا الاختبار في اجتيازه؟ فالمنتقدون أقنعوا أنفسهم بالإجابة القريبة وهي (صعوبة الاختبار)! وهنا، أيضا لا أحد يتساءل كيف قيست (الصعوبة)؟ هل ثمة معيار آخر قيست به غير أن عددا كبيرا من الطلاب يفشلون في اجتيازه مع أنهم يحملون تقديرات مميزة في شهادة الثانوية العامة؟ لا أدري لم يخطر لي أن أشبه حال طلابنا الأعزاء مع اختبار القياس، بحال مدننا العزيزة مع المطر! ووجه الشبه هو أن هذا الاختبار يكشف زيف درجات عالية أعطيت للطلاب لا تعبر عن حقيقة المعرفة عندهم، ولا تمثل فعليا مستوى تحصيلهم العلمي، تماما كما يفعل المطر بمدننا حين يكشف زيف زخرفتها الظاهرة مبديا ما تعانيه من هشاشة العظام في عمودها الفقري. اختبارات القياس ليست بدعة ابتكرناها نحن، فكثير من جامعات العالم تطلب من الطلاب المتقدمين للالتحاق بها اجتياز بعض الاختبارات المشابهة. وذلك للتأكد من أن الطالب يملك الكفاءة الذهنية والعلمية التي تمكنه من النجاح في الدراسة الجامعية، ويحدث ذلك غالبا في الجامعات الحريصة على الاحتفاظ بمستوى معين من الجودة في التعليم، لأن قبول طلاب غير مؤهلين للدراسة الجامعية يضطر الجامعات إلى الانحدار في مستوى أدائها لتلائم إمكانات الطلاب المنخفضي المستوى في القدرات والتحصيل العلمي. وفي نظري، لو أن اختبار القياس لم يكن له من المزايا سوى كشف زيف التعليم الذي يغطي ضعفه بإغراق الطلاب والطالبات بالتقديرات العالية، لكفى إضافة. إلى أن وجود هذا الاختبار يجعل الأهل، الذين يتهالكون من أجل أن يحصل أبناؤهم على درجات عالية في الثانوية العامة حتى وإن كانت زائفة، يكفون عن ذلك ليتحولوا إلى الاهتمام بالارتقاء الفعلي بتحصيل أبنائهم العلمي، ليكونوا مهيئين لمواجهة اختبار القياس الذي ينتظرهم ليعري الزيف ويفضح الغش. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة