طلب وفد من هيئة حقوق الإنسان خلال زيارته أمس للسجن العام في المدينةالمنورة، حصر أسماء النزلاء ومدة توقيفهم؛ وذلك للتأكد من شكاوى تلقتها الهيئة من بعض السجناء بشأن تأخر محاكماتهم. وأبلغ «عكاظ» نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور زيد الحسين الذي رأس وفدا ضم ستة أعضاء من ممثلي الهيئة، أن أعضاء الوفد استمعوا لشكاوى بعض نزلاء السجن، وكانت في مجملها تتعلق بتأخير محاكمة بعض النزلاء وانتهاء مدة محكومية آخرين، ويجري بحثها مع المسؤولين في السجن للتأكد من صحة تلك الشكاوى. وجال أعضاء وفد هيئة حقوق الإنسان في عنابر السجن كافة، والتقوا السجناء بشكل منفرد ما بين الحادية عشرة والنصف صباحا حتى الواحدة ظهرا، ثم عقدوا اجتماعا مطولا مع المسؤولين في السجن العام طلبوا خلالها ملفات العديد من السجناء للتحقق من نظامية توقيفهم، وفقا لما نقله النزلاء لوفد الهيئة. وقال نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان: إن الوفد رصد الحالة الصحية للنزلاء والخدمات الصحية المقدمة لهم والتقى بالأطباء، ودخل المطبخ وناقش نوعية الأطعمة التي يتناولها السجناء وفتش في ملفات بعض السجناء. واضاف «سألنا السجناء واحدا واحدا واستقبلنا شكاواهم وناقشناها مع إدارة السجن، وسألنا عن تأخر محكومية بعض السجناء وما زلنا نناقشها مع إدارة السجن، والوفد بصدد زيارة عنابر سجن النساء». وعن نوعية الشكاوى التي نقلها النزلاء قال الحسين، «بعضهم يتحدث عن تأخر محاكمته، والبعض يقول إن مدة توقيفه انتهت وما زال في السجن، ونحن بدورنا نتحرى مدى صحة ذلك مع إدارة السجن، وهناك أشياء في تحسن ملحوظ، بينما هناك أشياء لا بد أن يتخذ بشأنها إجراءات». تكدس السجن وحول وجود تكدس في عنابر السجن، أشار الحسين إلى أنهم طلبوا إحصائية بأعداد السرر في العنابر لمقارنتها مع أعداد النزلاء، «وبشكل عام لم نرصد وجود تكدس في العنابر والوضع مرضٍ، كما رأينا، فكل سجين له سرير، كما اختلينا بنزلاء السجن والتقينا مع كل سجين بشكل منفرد وحرصنا على عدم وجود حراس السجن معنا داخل العنابر، واستمعنا لأقوالهم بحرية مطلقة، ورصدنا بعض مشكلات السجناء ونقوم ببحثها مع المسؤولين في السجن العام في المدينة، وهناك جهات ساندتنا في هذه المهمة بينها هيئة التحقيق والادعاء العام». حصر نزلاء سجن المدينة وعن دواعي طلب وفد الهيئة من إدارة السجن حصر أسماء نزلاء السجن كافة ونوعية جرائمهم وتاريخ دخولهم ومدة حبسهم، قال نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان: إن الغرض من ذلك معاينة تاريخ سجنهم ومعرفة من صدر بشأنهم أحكام، وذلك للتحقق من وجود تأخير في محاكمة بعض السجناء من عدمه. وأضاف: إن زيارات وفد هيئة حقوق الإنسان التي بدأت أمس واستهلتها بتفقد نزلاء السجن العام في آبار علي، تشمل زيارة توقيف المرور والجوازات والمرافق الصحية والمستشفيات في منطقة المدينةالمنورة والمحافظات التابعة لها في جدول مفتوح يستمر أياما عدة. تأكيد على مبدأ الشفافية وثمن الدكتور زيد الحسين دور أمير المنطقة في تسهيل مهمة وفد الهيئة وتنفيذ جولاته التفقدية، وقال «أنا ممنون جدا لما قام به صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة؛ فقد دعا جميع رؤساء الجهات الحكومية المعنية في المنطقة إلى مجلسه أمس الأول، والتقينا بهم ودارت معهم حوارات مطولة، وأكد خلالها أمير المدينة على مسألة الشفافية في التعامل من قبل الإدارات والأجهزة الحكومية المعنية، ومن قبل وفد وأعضاء الهيئة بحيث نعكس من جانبنا ما نرصده من ملاحظات بشفافية تامة، وأن تزودنا تلك الجهات بالمعلومات الصحيحة والدقيقة بشفافية ليكون ما نكتبه ونقرره واضحا ولا مجال فيه للأخذ والعطاء وتشويه المعلومة، كما أبدى أمير المنطقة استعداده لدعم كل عمل الوفد»، وأضاف «لن نغادر المدينة حتى نطلع أمير المنطقة على جميع النتائج التي سوف تفضي إليها زيارتنا وجولاتنا التفقدية إلى بعض المرافق في المنطقة». العنف الأسري أول الانتهاكات وعن أبرز الانتهاكات الحقوقية التي رصدتها الهيئة في ما يتعلق بتطبيق مفهوم حقوق الإنسان في المملكة، قال نائب رئيس الهيئة «إن العنف الأسري يأخذ الرقم واحد في الانتهاكات، وهذه معاناة واضحة، ولكن هناك أملا بحكم ما يحكم هذا المجتمع من قيم إسلامية وتعامل شرعي من خلال الأنظمة التي يتم وضعها، ونتوقع أن يجد برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان نجاحا باهرا من خلال القناعات والقيم»، مشيرا إلى أن بعض حالات العنف الأسري تحصل بحسن نية كأن يربي شخص أطفاله بأسلوب غير صحيح وعنيف. مكتب دائم للهيئة في المدينة وكشف الدكتور الحسين عن عزم هيئة حقوق الإنسان فتح مكتب للهيئة في المدينةالمنورة خلال الفترة المقبلة، وأوضح أنه يجري حاليا البحث عن مقر دائم لهيئة حقوق الإنسان وسيتم طرح الأسماء المرشحة التي يمكن أن تقوم بتمثيل الهيئة في منطقة المدينةالمنورة والقيام بأعمالها من خلال المكتب.