علمت «عكاظ» أن المطلوب عقيل عميش عقيل العقيلي المطيري، الشهير بكنية (أبو عميش) الذي سلم نفسه للجهات الأمنية الأربعاء الماضي، تواصل مع الأجهزة الأمنية في المملكة من داخل العراق، مبديا رغبته في العودة وتسليم نفسه وهو ما تحقق له، إذ استجابت السلطات له وسهلت عودته ودخوله الأراضي السعودية عبر أحد المنافذ الحدودية الشمالية. وفي لفتة إنسانية مسبوقة من وزارة الداخلية، جمعت الجهات الأمنية شمل المطيري بأسرته فور عودته إلى المملكة، وسيبقى في كنفها لأيام تقديرا لمبادرته في العودة وتسليم نفسه للسلطات، وتم توفير سكن ملائم زود بكل المستلزمات، كما هو الحال مع كل من يسلم نفسه مبادرا. وفي التفاصيل التي حصلت عليها «عكاظ»، فإن المطيري الذي يأتي في المرتبة 57 ضمن لائحة ضمت 85 مطلوبا أعلنتها وزارة الداخلية في الثاني من فبراير2009م، من مواليد محافظة البكيرية في منطقة القصيم، ويبلغ من العمر 36 عاما، وكان موظفا في شركة الكهرباء، كما بدأت علاقته متعاطفا مع تنظيم القاعدة الإرهابي. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، كان المطيري يتواصل مع الإرهابي صالح العوفي، وسبق أن تم توقيفه لأشهر عدة، ومن ثم خرج وأعيد إلى وظيفته، لكنه ما لبث أن غادر إلى العراق وانخرط في تنظيم القاعدة. ومما يلفت النظر أن مبادرة المطيري الذي توضح للجهات الأمنية أنه انضم للتنظيم الإرهابي في الداخل والخارج وارتباطه بمنسقي سفر ينتمون للقاعدة، ومغادرته من خلالهم للانضمام لعناصر التنظيم المجرم، جاءت بعد فترة وجيزة من مقتل ما يسمى بزعيم دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو أيوب المصري، ما يعكس أن عناصر التنظيم في العراق لم تعد تحتمل بعد سقوط قياداتها الرئيسة. وتبعا ذلك، لم يجد المطيري أمامه من طريق سوى تسليم نفسه في مؤشر على تراجع عناصر القاعدة من السعوديين، لا سيما من قائمة المطلوبين وتسليم أنفسهم بعدما تقطعت بهم السبل. والمطلوب المكنى ب (أبوعميش)، هو الرابع في القائمة الذي سلم نفسه للجهات الأمنية بعد الموقوفين محمد العوفي الذي سلم بعد قدومه من اليمن وفهد رقاد الرويلي الذي قدم من العراق وفواز العتيبي القادم من باكستان، وسلم نفسه للسفارة السعودية في إسلام أباد وعاد بمعرفتها.