قام الإسلام منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام على أسس من الديمقراطية، حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأخذ برأي الصغير والكبير، الغني والفقير؛ سواء في الحرب أو السلم، وكان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع المسلمين على قدم المساواة، وكان لكل شخص الحق في إبداء رأيه بصورة متساوية، حيث يستمع له الرسول عليه الصلاة والسلام. وقد نشأت هذه الديمقراطية؛ ديمقراطية الإسلام، ديمقراطية العدل والمساواة، ديمقراطية الحرية والتعبير عن الرأي مع نشأة هذه الدولة وتوحيدها بقيادة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وأسكنه فسيح جناته، وقد ربى أبناءه جميعا على تلك الديمقراطية في التعامل مع المواطنين والمقيمين. ومن أبنائه الذين رباهم على العقيدة الإسلامية السمحة وعلى الديمقراطية في التعامل مع المواطن والمقيم، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، فقد تخرج في مدرسة الملك عبد العزيز واكتسب هذه الشخصية المحبوبة بحكم عمله في إمارة منطقة الرياض لمدة تزيد على الخمسين عاما، حيث عاصر حكم الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- وما زال يكمل المسيرة في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتوجيهاته هو وسمو ولي عهده الأمين -أطال الله في عمرهما وألبسهما ثوب الصحة والعافية-. لقد حضرت مجلس سموه في الإمارة، فعلمت أن سموه يقوم بتصريف الأمور الخاصة بالمواطنين وكل الأعمال التي تتعلق بإمارة الرياض ومقابلة كبار الزوار والمسؤولين في الدولة وبعض الدبلوماسيين من الصباح حتى الظهيرة، وبعد صلاة الظهر يقابل سموه ما يزيد على مائتي مواطن ومقيم يوميا يستقبلهم سموه في مجلسه اليومي ويستمع لكل منهم على حدة ويساعدهم في حل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم، بحيث يخرج كل منهم منبسط السريرة سعيدا بمقابلة سموه الذي أعطاه كل عناية وجل اهتمامه. يقابل سموه هذا الجمع الحاشد من المواطنين بلا حجاب، ويجلس معهم جلسة الوالد مع أبنائه وجلسة الأخ مع إخوانه، إنها قمة الديمقراطية وأعلى مراتب المساواة بين الكبير والصغير والغني والفقير، يستمع سموه لكل منهم بكل صبر وأناة ويتعامل معهم كأخوة وأبناء ويحل مشاكلهم بكل حب ووفاء ورحمة وإخاء دون رهبة أو خوف، ويخاطب كل شخص حسب فهمه واستيعابه. إنه مثال الحاكم الديمقراطي ووجه مضيء من وجوه المملكة الحبيبة -أطال الله في عمر سموه- رمزا للوفاء والتضحية والممارسة الديمقراطية بين أفراد وسكان مدينة الرياض وغيرهم من المواطنين والمقيمين. إنها أروع صورة للحب والوفاء بين الحاكم والمحكوم من خلال متابعة أحوال الناس من مواطنين ومقيمين. هذه فعلا ديمقراطية الإسلام لا حجاب بينه وبين من يحدثه، الكل سواسية يعامل الصغير والكبير، سواء بسواء، مجلسه مفتوح يوميا بعد صلاة الظهر دون تعقيد في إجراءات الاستقبال ومن لم يتمكن من مقابلة سموه في وقت الدوام الرسمي فمنزل سموه مفتوح يوم الإثنين من كل أسبوع من بعد صلاة المغرب حتى أذان العشاء للغرض نفسه، فليت كبار المسؤولين لدينا من وزراء ووكلاء وزارات ومديري عموم ينهجون منهجه في مقابلة المواطنين والمقيمين وحل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم والله المستعان.