كشف سفير المملكة لدى اليمن علي الحمدان عن إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات اليمنية لحماية مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في صنعاء وطاقمها في ظل الأوضاع الأمنية التي يشهدها اليمن. وقال الحمدان، الذي تحدث هاتفيا مع «عكاظ» صباح أمس من صنعاء بعد يوم من الهجوم الانتحاري الذي تعرض له موكب السفير البريطاني في العاصمة اليمنية تيم تورلوت، والذي أدى إلى مقتل شاب يمني يعتقد أنه من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بحزام ناسف: «مطمئنون لسلامة الإجراءات والتدابير الأمنية المشددة المتخذة في محيط السفارة السعودية في صنعاء، وهذه الإجراءات يشرف عليها وزير الداخلية اليمني، ونحن واثقون من سلامة تلك التدابير ودقتها». توخي الحذر وأكد السفير الحمدان إبلاغ جميع موظفي السفارة توخي الحيطة والحذر في تنقلاتهم، انطلاقا من الحرص على سلامتهم وتفاديا لتعرض أحدهم لأي مكروه. وكان السفير البريطاني لدى اليمن قد نجا الاثنين من محاولة اغتيال عندما استهدف انتحاري، يرجح انتماؤه لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له، موكب السفير وفجر نفسه دون أن يتعرض الدبلوماسي البريطاني لأذى. بصمات القاعدة وفي الوقت الذي اعتذر فيه وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر رشاد المصري عن الإدلاء بأي تفاصيل حول عملية الهجوم على موكب السفير البريطاني في صنعاء عندما تحدثت إليه «عكاظ» أمس، قالت مصادر أمنية يمنية للصحيفة، إن الهجوم الذي تعرض له الموكب يحمل بصمات تنظيم القاعدة الإرهابي، وإن التحقيقات مستمرة لمعرفة الحقائق كاملة. في حين أكد خبراء في مكافحة الإرهاب أن الهجوم على موكب السفير مؤشر على عودة سلسلة الاغتيالات التي تستهدف دبلوماسيين غربيين في اليمن، وأن القاعدة هي التي تقف وراء الهجوم الأخير وماسيتبعه من أعمال مماثلة، متوقعين أن تعلن القاعدة في تسجيل مرئي مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي خلال الأيام القليلة المقبلة، لتؤكد حضورها في أعقاب الضربات الاستباقية التي منيت بها خلال الأشهر الماضية، وفي مقدمتها الغارة التي استهدفت تجمعا لقيادات التنظيم الإرهابي في مديرية الصعيد في محافظة شبوة ديسمبر الماضي، وغارة مماثلة استهدفت سيارتين في منطقة الأجاشر كان يستقلها قاسم الريمي وخمسة من عناصر التنظيم يناير الماضي، إلى جانب غارة صاروخية ضربت معسكرا للقاعدة في أبين نجم عنها مقتل العشرات، من بينهم أبوصالح الكازمي. ملهم القاعدة على صعيد ذي صلة، أفاد مصدر قبلي ينتمي إلى قبيلة العوالق، التي ينحدر منها ملهم تنظيم القاعدة في اليمن أنور ناصر العولقي، أن الأخير شوهد الجمعة الماضية في منطقة جبلية تقع مابين محافظتي شبوة وأبين. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن ظهور أنور أخيرا عبر تسجيل مرئي بثه موقع «صدى الملاحم» على شبكة الإنترنت، وهو النافذة الإعلامية لتنظيم القاعدة، يكرس لدى أبناء قبائل العوالق أن أنور، الأمريكي من أصول يمنية، انتماءه للتنظيم الإرهابي الذي يتخذ من اليمن مقرا له، وأنه بهذا الظهور، كشف عن القناع الحقيقي الذي كان يتستر خلفه. وفيما امتنع والد العولقي، وهو أكاديمي كان أستاذا في جامعة صنعاء، عن الإدلاء بأية معلومات عندما تحدثت إليه «عكاظ» هاتفيا أمس، أكد المصدر القبلي أن ملهم القاعدة يختبئ في مغارة في منطقة جبلية جنوبي البلاد، وأنه لايستقر في مكان محدد، متنقلا في مناطق جبلية مخافة اعتقاله أوقتله.