سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سجال حول السنة التحضيرية في جامعة الملك عبد العزيز المباركي: همٌّ ثقيل على الطلاب ورواتب للأساتذة دون عمل .. مشاط: هدفها التأهيل ومطبقة في جامعات العالم
انتقد عضو هيئة تدريس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة سياسة الجامعة في إقرار برنامج السنة التحضيرية الخاطئ حسب رأيه التي أعدت لتأهيل الطلاب المنتظمين الجدد، لدخول أقسام الجامعة بعد مرور أكثر من سنتين على تطبيقها، مشيرا إلى أن المسؤولين عن إقرار سياسة السنة التحضيرية تعمدوا تجفيف معظم أقسام كلية الآداب الثمانية من الطلاب الجدد، إلى أن أصبحت خالية من الطلاب، بحجة الاستجابة لسوق العمل «أعضاء هيئة التدريس في أقسام كلية الآداب يتقاضون رواتب دون أن يقدموا أي عمل، بسبب عدم وجود محاضرات». وأبدى ل«عكاظ» أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور يحيى المباركي، استياءه الشديد من نقص أعداد الطلاب في أقسام الكلية، مشيرا إلى أن «السياسة معلنة وواضحة عبر تنظيم الندوات والمحاضرات والمؤتمرات التي كلفت ملايين الريالات». وأوضح: الجامعة قصرت في إعداد برامج علمية جادة تمنح دبلومات عالية لمواكبة احتياجات سوق العمل، بل وركزت على إضعاف قيمة الأقسام العلمية في كلية الآداب، ولم تسع لحل مشكلة البطالة. وأفاد الدكتور المباركي أن إعادة هيكلة المناهج والمقررات الدراسية التي تبنتها الجامعة في الأقسام العلمية قوبلت باعتراض عدد من الأساتذة على الهيكلة بطريقتها الحالية، ويرون أنها أضعفت الخريجين بشكل عام. وأضاف «إذا كان الطالب يشتكي قبل الهيكلة من ضعف المستوى، وهو يدرس أكثر من 100 ساعة في تخصصه، فماذا نقول اليوم وهو لا يدرس من تخصصه إلا النصف على مستوى المناهج والساعات». وتطرق إلى لجنة إعداد مناهج السنة التحضيرية، وقال إنها «اهتمت بالجانب العلمي أي التركيز على العلوم العلمية، ويؤخذ عليها جانب التشدد والتعنت في اقتراح مناهج وكتب ومراجع علمية، وكان ينبغي عليها أن تدرك أن طلابها يأتون من التعليم العام وهم يعانون من التخصصات العلمية، والضعف التعليمي واضح ومشاهد في التعليم العام». وأضاف أن منهج السنة التحضيرية لا صلة له بمنهج التعليم الثانوي الأدبي في المملكة لأنه يفرض على الطلاب المستجدين، حيث تركز مناهج السنة التحضيرية على إحصاء كمي، رياضيات، حاسب آلي، إحصاء عام، ولغة إنجليزية. وأشار الدكتور المباركي إلى أن السنة التحضيرية في جامعة الملك عبد العزيز أصبحت «هما ثقيلا وحاجزا مانعا أمام الطلاب لإكمال تعليمهم الجامعي بسبب التعنت». من جهته، أوضح عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الفتاح مشاط، أن الهدف من السنة التحضيرية تأهيل الطالبات والطلاب لدخول الكليات، ونفى أن يكون الهدف إغلاق الكلية، مشيرا إلى أن «ثلاثة مناهج دراسية تدرس في السنة التحضيرية من مناهج كلية الآداب»، وأوضح أن العمادة لا تتحكم في ميول الطالب، وله حرية الاختيار في الالتحاق بكلية الآداب أو الكليات الأخرى، مؤكدا على أن عددا لا بأس به من الطلاب يدرسون في أقسام الكلية، بخلاف طلاب الانتساب الذين يدرسون في العديد من أقسام كلية الآداب وبكثافة، واستشهد مشاط «السنة التحضيرية مطبقة في معظم الجامعات المتقدمة على مستوى العالم».