أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن لقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كان فاعلا حيال تناول ملف المصالحة الفلسطينية، الوضع في العراق، المقترح الذي قدم في القمة العربية في «سرت» الخاص برابطة دول الجوار العربية وإلى الجامعة العربية ومسيرتها الحالية والمستقبلية. وكشف عمرو موسى أمس أن اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الذي سيعقد السبت المقبل على المستوى الوزاري في مقر الجامعة العربية في القاهرة، سيناقش المقترحات التي تقدمت بها الإدارة الأمريكية للجانب الفلسطيني في ضوء التطورات الأخيرة بغية تقييمها واتخاذ القرار العربي المناسب بشأنها. وأردف: «إن الممارسات الإسرائيلية القمعية في الأراضي المحتلة، ستكون محل نقاش مستفيض من جانب لجنة المتابعة»، مشيرا إلى أن لجنة المتابعة ستستمع للجانب الفلسطيني الذي سيشرح خلال الاجتماع ما قدمه واقترحه على الجانب الأمريكي خلال الاتصالات الأخيرة التي جرت مع الولاياتالمتحدة وأيضا ما نقله الجانب الأمريكي في اتصالاته مع إسرائيل. واسترسل: «نحن على اتصال بالمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل ومعاونيه»، موضحا أن اتخاذ القرار في هذا الشأن سيتم في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية. وانتقد موسى بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية قائلا: «هذا القرار هو جزء من الحالة التي تقول مفيش فايدة»، مقرا أنه سيتم النظر في هذا الموضوع الخطير في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، وسوف يستمع للتقرير الفلسطيني عما يجري في الأراضي المحتلة، وعن الاتصالات التي جرت بهم والاقتراحات التي قدمت لهم. ودحض الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ما تردد عن طرحه لمقترحات جديدة بشأن ملف المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن المصالحة الفلسطينية هي مسألة لاتحتاج إلى مقترحات، مفندا: «طالما أنها تحتاج إلى مقترحات فهناك شيء خطأ». وحول الوضع في لبنان قال موسى : «إن الوضع في لبنان حاليا عادي ولكن يجب التحسب والحذر من التطورات غير المتوقعة التي قد تحدث في المنطقة العربية والتي تنعكس على لبنان أولا». وبالنسبة لمقترح رابطة دول الجوار العربي وإذا ماكان يعكس حالة من الضعف العربي قال موسى: هناك اعتبارات كثيرة لهذا المقترح ولكن لا يعكس ضعفا عربيا وإنما رغبة عربية مقترحة في أن تأخذ المبادرة في يدها وقد شرحت هذا في قمة «سرت»، وأنا الآن بصدد وضع مذكرة تفصيلية للمقترح الذي تقدمت به في هذا الشأن. وذهب عمرو موسى إلى التأكيد بأن الحديث عن ضرورة سحب مبادرة السلام العربية طالما بقيت على الطاولة دون أن يلتقطها أحد هو «كلام غير دقيق ومبسط»، موضحا أن المبادرة العربية هي عبارة عن طرح لموقف عربي من السلام ونقول فيه نحن مستعدون للسلام والقيام بالتزاماتنا طبقا لما طرح من اتفاقات وقرارات وغيرها بشرط أن تقوم إسرائيل بنفس الشيء. وأضاف: إذا قامت إسرائيل بالتزاماتها فينتهي الأمر بقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية ويصير التطبيع والاعتراف بإسرائيل «وهو موقف ولا يحتاج إلى سحب». وحول الوضع على الساحة العراقية في ظل التجاذبات السياسية المصاحبة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، أفاد: «إن حالة التجاذبات السياسية الموجودة الحالية هي مسألة طبيعية في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة»، مذكرا أن نتائج الانتخابات أوضحت أن «الشعب العراقي تعب كثيرا من الأوضاع المضطربة والدماء التي تسيل دون أي مبرر وأعطت نتائج الانتخابات مؤشرا على أن الشعب العراقي يجنح نحو العراق العربي الموحد».