«أحبك، مهما يطول الفراق، ومهما يزيد الزمن أحبك، أنت الهناء وأنت الشفاء وأنت الشجن أحبك هاديتي في دروب الحياة ويا غرة في جبين الوطن» أحيانا بعض الأبيات تؤثر فينا أكثر من غيرها، وتحتل من قلوبنا مساحات واسعة، وربما حفظناها وصارت ترددها ألسنتنا، نفعل كل ذلك ولا ندري سببا واضحا له، كل ما نعرفه أنها تثير فينا شجنا يوشك أن يستدر الدمع ويجيش اللوعة. حين يكون الغياب هو الخيار الذي لا رجعة عنه، ولا يبقى شيء في اليد سوى الذكريات يجيش بها الخيال فتنساب لفظا على اللسان أو دمعا تفيض به الجفون. في بعض الحالات يضطر الإنسان إلى مفارقة بلده والابتعاد عن أهله وأحبته، فيرتحل وهو يعلم يقينا أنه ارتحال لا عودة معه، ولا لقاء يلوح بعده، فيعول على النسيان أن ينتقذه من حرقة الغياب، وأن يقضي على تعلقه بمرابع الصبا وملاهي الشباب ورفاق العمر، لكنه سرعان ما يكتشف أنه لا يستطيع النسيان، وأن صورة الحبيبة / البلد باقية محفورة في القلب بقوة الحب وذاكرة لا تنام. يتخذ المحب قراره بالرحيل ويود لو أنه لا يرحل، ويتخذ قراره بالهجر وفي قلبه يتمنى لو أنه لا يهجر، لكنه يدرك أن الإنسان لا يمكن أن يحصل على الشيء وضده معا، ومتى وقع بين الضدين لزمه أن يختار أحدهما، هنا آثر الشاعر الرحيل فارتحل، لكنه ما زال يحن إلى الحبيبة، يتذكر أيام اللقاء ولحظات الهناء فينبض قلبه بالحب، ثم يذكر أن الغياب طويل وأن الفراق حتم فيعتريه القلق أن يمحو البعد ما خطه الدنو، فيردد نداء هائما يخاطب فيه طيف الحبيبة عله يفلح في إبقاء حبل التذكر قائما غير منقطع. يكرر الشاعر نداء (أحبك)، ليس ليبقي حبل التذكر قائما غير منقطع فحسب، وإنما أيضا ليؤكد معنى أراد له البقاء والثبات، إنه يريد إبقاء ذلك الحب نابضا بينهما: سأرجع اليوم ما في الأرض من وطن غير الرياض وحبي للذي فيها لعل أقصى درجات الحب للوطن حين تتماهى صورة البلد في صورة الحبيبة، فتتداخل الرموز بينهما متمازجة لتصير المدينة النائية والحبيبة الغائبة صورة واحدة محفورة في قلب الشاعر. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة