رغم تعدد وتنوع العطور الفواحة، يبقى أريج الفل الرائحة المفضلة لدى غالبية أهالي جازان، لارتباطه بعادات المنطقة. ويقف خلف رواج الفل هناك تقليد عريق، جعل الكثير من الشعراء يتغنون به ويمتدحونه لما يجلبه من متعة وبهجة في مناسبات الأفراح، وأهمها ليلة العمر التي عادة ما ترتبط بأجمل الذكريات. يقول محمد أحمد الذي يمارس بيع الفل منذ خمسة أعوام، إن مواسم الفل تكون في الصيف، ويتم قطفه بواسطة عمالة متخصصة، أو شراؤه من ربات البيوت في القرى بأسعار مجزية. ويضيف: تتم زراعة الفل بغرس شتلاته، مشيرا إلى أن النبتة تعمر إلى ثلاثين عاما وأكثر، في حين تبدأ عملية إنتاج الفل بعد عام من العناية بشجرته، ويتم قطفه عند السادسة صباحا، وشحن ما يقارب إحدى عشرة سيارة أيام الصيف إلى مطار جازان لنقلها إلى بقية المناطق جوا، وشحن سيارتين شتاء كل يومين وأكثر إلى جدة والمدينة المنورة والرياض، وفي حال عدم توفر إمكانية الشحن، يتم إيصالها برا، فيما يباع الكيس الواحد بنحو مائتي ريال، ويصل مكسبه أحيانا إلى ثمانمائة ريال في اليوم. ويرى منصور الضامري أن أكثر ما يميز الفل رائحته الهادئة التي لا تؤذي الأنف، فضلا عن أنها تدوم ليومين وأكثر، على العكس من العطور المحضرة كيماويا، التي تهيج الجيوب الأنفية، ويعتمد ذلك على الحالة التي يشترى فيها الفل، فإذا كانت زهوره طرية ولم تتفتح بعد، تبقى رائحته أطول.