ليس من عادتي أن أجعلها (ردية) من مفهوم شعر الرد، لكن خوض الزميلين (د. سعيد السريحي) و(عبده خال) في موضوع تفريخ الإرهاب، والتشدد في عقدي السبعينيات والثمانينيات الميلادية وإلى الآن، ودعوة الزميل خال لمزيد من نقاش موضوع د. السريحي، حرض هذه السطور، وإضافتي أن نمو التشدد وقبوله جاء لأنه ربط الدعوة إليه بالعامل النفعي (الاقتصادي) بشكل مباشر، أو غير مباشر، والقول إن تفريخ الإرهاب كان بارزا في حاضنة التعليم أولا هو كلام صحيح؛ لكنه نما في التعليم مدفوعا بعامل (النفعية) التي يحققها السلوك المتشدد، من نجاح للطالب، وتمييز للمعلم على غيره، وهي إشارة الزميل عبده خال لعامل التميز الاجتماعي، والحصول على الكرسي، فهي (نفعية التشدد) الذي ييسر الحصول على المال في النهاية، فكان لبوس التشدد بمبدأ التطرف، وأيديولوجياته من أجل المصلحة ظاهرة حتى للمنافقين من المتشددين، وأول وجوه هذه النفعية أن الشاب المتشدد يجد دعما كافيا من المؤدلجين، فكان المال يسيل بين يدي من يظهر التشدد، وكان الناس يثقون بأن هذا الملتزم سيوصل صدقاتهم وزكواتهم، ونذورهم لمن يستحقها من أبناء المجاهدين كما يصور لهم، ولم يعرفوا أن المال يجمع لشراء سلاح التدمير والقتل. الوجه الثاني أن إظهار جانب التشدد باعتناق الدين المتطرف (دين التشدد والعنف) يتيح دخول السوق لأي مستثمر يريد تجميع الأموال بمرابحة خيالية، فالمجتمع يثق بالمظهر الديني، حتى أن أصحاب توظيف الأموال اعتمروا عمة التدين وكان لبعضهم أغراض أخرى من تجميع هذه الأموال والمتاجرة بها متاجرة غير طبيعية تتيح وعودا بأرباح خيالية وصلت إلى (50%) بدعوى بركة التدين؟ الجانب الاقتصادي، أو النفعية تكلم به غيري من العائدين من التشدد بعد أن قل المردود الاقتصادي، وأحكمت الرقابة على المال السائب، وكان ذلك ميدان اللعبة لحاجة المؤدلجين للمال لترويج الإرهاب، وشراء مستلزماته، ومع أن هذا لا يتعارض أبدا مع ما قاله الزميلان القديران في طرحهما النير، لكني أردت أن أسمي الأشياء بمسمياتها، وكان السبب أن المجتمع السعودي مر بفترة من قلة الموارد، وتوقف التوظيف، بسبب قلة عائدات النفط، وارتفاع تكلفة إدارة البنية التحتية بعد طفرة السبعينيات، فكان الحصول على المال يغري الفئات الأصغر بالتبعية للمجندين، ويأخذ البسطاء للانضواء تحت لواء الأدلجة لأنها طريقة لتيسير الحصول على المال، والسلطة في المجتمع، وكسب الثقة والحصول على وظيفة، بقليل من الأدوات. جاء فهم الدين لم نعرفه من آبائنا، ولا من علماء السلف الصالح الذين تبعناهم قبل منتصف السبعينيات، وكان بمجمله حركة سياسية موجهة عرف أصحابها كيف يدغدغون عواطف المسلم الطيب بوعود الغفران، إذا أردت ترويج شيء فاربطه بالمنفعة المباشرة. هذا موضوع يطول ولكني أشكر للزميلين فتحهما النقاش في هذا الموضوع المطروق، والمتجدد، وكما قلت «خلوها» أقول في نهاية المقال «خوذوها» لمزيد من لنقاش إن شئتم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة