في بلادنا العربية نتحدث أحيانا عن جحود أثرياء الوطن العربي وما يغلب على أكثرهم من نسيان لأوطانهم وحاجتها إلى التفاتة منهم لدعم نهوضها، فيبخلون عليها بتبني مشاريع وبرامج تحقق لها شيئا من النفع، وربما مضينا أبعد من ذلك فقارنا بين أثرياء العرب وأثرياء اليهود المنتشرين في مختلف بقاع العالم، الذين يدعمون إسرائيل بكل ما يستطيعون في كل المجالات الاقتصادية والإعلامية والثقافية أو غيرها. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد بين أثرياء العرب من عنده مثل تلك الروح الوطنية المخلصة، هناك أناس مخلصون يعملون ويسهمون في النهوض ببلادهم وقومهم سواء بمالهم، أو بجهدهم من خلال العمل التطوعي، لكنهم يؤدون ذلك بصمت فلا يدري عنهم كثيرون، وإن كانت أعمالهم الجليلة تظهر آثارها فتشهد لهم بيقظة الضمير والإحساس بالواجب والشعور بالمسؤولية تجاه أمتهم وأوطانهم. ومن الجحود تجاهل عملهم أو عده حالة شاذة من النوادر التي لا تستحق أن تذكر، فيبخسون حقهم من الشكر والتقدير. حين حظيت بزيارة مدينة تريم، (مدينة حضرموت القديمة)، اكتشفت كم من يد كريمة تمتد بصمت لتنهض بهذه المنطقة التاريخية المنسية من الوطن العربي. منطقة وادي حضرموت بمدنه المختلفة تريم وشبام وسيئون ومريمة وغيرها، فأبناء حضرموت المهاجرون عنها والمستوطنون خارجها لم ينسوها ولم يديروا ظهورهم لها، فظلوا بدافع من الوفاء لها يبرونها ويخصونها بكثير من تدفق عطائهم. في حضرموت تجد مشاريع نهضوية كثيرة في مجالات مختلفة تثير الإعجاب بأولئك الذين يقفون وراءها، بعضها يعنى بالنهضة الحضارية المادية مثل شق الطرق وتشييد المباني واستصلاح الأراضي وإقامة المصانع، وبعضها يعنى بالجانب التعليمي والتدريبي والثقافي مما يتعلق بالتنمية البشرية، وهما جانبان متلازمان يكمل كل منهما الآخر. وما يثير الإعجاب أكثر بهذه الإنجازات الخيرية، أنها تتم في هدوء وصمت بعيدا عن الضجة الإعلامية والظهور، ذاك أن غايتها الإصلاح والبناء والخدمة الوطنية الخالصة، وليس المباهاة والبروز من ورائها. فتحية لجميع المخلصين من المنتمين بجذورهم إلى حضرموت الذين لم ينسوها ولم تغب عن خواطرهم، تحية للشيخ عبدالله سالم باحمدان والشيخ عبدالله أحمد بقشان والدكتور عمر بامحسون وغيرهم ممن له يد كريمة في دعم حضرموت ولا أعرف عنه. وإلى اللقاء غدا لمزيد من الحديث عن تريم. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة