نستعرض في الحلقة الثالثة والأخيرة من قضية المنشطات، قصص بعض أبطال الألعاب، حول بداية تعاطيهم لهذا الداء، وطرق استخدامهم لها، وسبق في الحلقتين الماضيتين،أن سلطنا الضوء على تاريخ المنشطات بداياتها وانتشارها، ومررنا على أبرز قضايا النجوم، وكذلك العقوبات التي وقعت على البعض منهم. لعبة التعاطي بداية توجهنا بالسؤال لأحد أبطال كمال الجسم على مستوى العالم وسألناه هل يتعاطى كل لاعبي كمال الأجسام المنشطات، فقال: ما نسبته 99 وتسعة من عشرة في المائة يتعاطون المنشطات، لكن بنسب مختلفة تتنوع بحسب اللعبة وبحسب ثقافة اللاعب، معللاً بذلك أن هذه اللعبة بطبيعتها تنافسية فلا يرضى لاعب أن يكون في سرعة الدراجة وهناك من هو في سرعة الصاروخ . عقاقير الموت وحذر الكابتن العالمي من مغبة استخدام المنشطات من قبل البعض دون إشراف طبي، فبعض العقاقير قد تؤدي إلى الموت وهناك وقائع كثيرة حصلت . عالم العقاقير تطور بتطور التقنية فشهد سوق الأدوية في السنوات الأخيرة دخول أنواع جديدة يتم تعاطيها إما عبر الأكل أو الشرب، بعد أن كانت قبل عشرين سنة عبارة عن أدوية تسمى فيتامينات لبناء الأنسجة، إلا أن الجهات المختصة ووزارات الصحة بدأت تضع العين على هذه العينات وبدأ البعض منها في الاختفاء، فهذا ديكة دربولين وهو أشهر المنشطات ومن أقدمها كان إلى وقت قريب يباع في الصيدليات، ويستخدم كمنشط للاعبين، بعد أن صنع ليوصف لعلاج الضعف الجنسي وبعد العمليات الجراحية. فئران الأندية وتدخل المنشطات إلى الدول المستهدفة بطرق مختلفة وملتوية، إما عن طريق التهريب أو عن طريق الاستيراد للطلب البيطري، فالأول يتم توزيعه في معظم الأندية الشعبية غير المرخصة لها، والتي لا يراعي أصحابها صحة المشتركين لديهم، أما عن طريق الطب البيطري فإن ما يصفه الطبيب البيطري كمقويات للخيول والكلاب لزيادة القوة البدنية وحجم العضلة، أصبح يأخذها اللاعب ليحقق ما أريد أن يحققه الكلب أو الخيل . وتأتي هذه الطريقة كحيلة تقوم بها الشركات المصنعة، وحين علمت بكثافة الرقابة عليها، حولت مسماها من علاج للإنسان لعلاج للحيوان . أدوية مهربة ومن عيوب الأدوية المهربة، أن معرفة كونها أصلية من عدمه أمر صعب، فغالباً ما تنتجها شركات غير معروفة، ويسميها الغرب (underground labs)، وتعد تايلاند والمكسيك هي أكثر الدول المصدرة . أما عن طريقة وصولها إلى الدول، فتكون عن طريق شخص رئيسي يستقبلها ويوزعها بعد ذلك إلى تجار الجملة، والذين بدورهم يقومون بإعطائها إلى الموزعين الذين يجدون في فئران الأندية الشعبية (اسم غربي يطلق على من يروجون المنشطات في الأندية الرياضية )، ثقتهم في بيع وترويج هذه الأدوية ليكن المتعاطي آخر النقاط التي هي بمثابة الضحية . ماذا يعني الكورس الذي كثير ما يسمع عنه في الأوساط الرياضية ؟ هو عبارة عن جدول لتعاطي المنشطات لمدة شهر، أو ثلاثة أشهر على حسب رغبة اللاعب ورياضته، والهدف الذي يريد الوصول إليه الكورس، فيحتاج لاعب كمال الأجسام ولاعب كرة القدم إلى فترة زمنية تمتد من شهر إلى شهر ونصف . ويستهدف الهرمون الخارجي في البداية، لكن إذا مرت الفترة ولم يحافظ على ما وصل إليه تتحول إلى نسبة مياه عالية في الجسم، مما يزيد الوزن في العضلات . ويعد تصميم الكورس هو أخطر الخطوات، ومصممه هو الشخص الذي تكون صحة المتعاطي رهن يديه، فنصيحته واستشارته هما اللتان تحددان معيار الفائدة أو الضرر، وللأسف معظمهم لا يملكون الخلفية أو العلم، فالمفترض أن يكون مصمم الكورس إما أخصائي غدد في وقت سابق، أما الآن فقد أصبح هذا علم قائم بذاته يسمى الطب الرياضي، والذي يقوم فيها المختص بتتبع إشارات الجسم والإفرازات ومعرفة إذا ما كان هناك تغيير .