دهشة كبيرة تملكتني وأنا أقرأ خبرا نشرته هذه الصحيفة يوم أمس؛ يفيد أن هيئة كبار العلماء ستصدر غدا (اليوم) فتوى تجرم تمويل الإرهاب بكل وسائله وأشكاله فضلا عن فتاوى التكفير، في اجتماع استثنائي يترأسه مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. لقد بدأنا نذوق الحصاد الفعلي المر للإرهاب منذ عام 2003م، حين بدأ التنفيذ العملي لمخطط الإرهاب عبر سلسلة من العمليات الدامية في أكثر من جهة حصدت كثيرا من الأرواح البريئة ودمرت المنشآت وتعدت على أمن وسيادة الوطن، وخلال هذه الفترة كانت بيانات وزارة الداخلية تكشف بين وقت وآخر، كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، بعضها لا تملكه سوى ميليشيات الحروب أو الجيوش، وذلك ما يكلف أموالا باهظة لم يكن لها لتتوفر بغير إمداد مستمر من مصادر متعددة تكشف البعض منها. وإذا كان السلاح والمتفجرات التي قتلت الناس قد توفرت عن طريق ممولين، أفلا يكون الممولون قتلة أيضا، وألا يكون التمويل جرما كبيرا؟ أقول إن الدهشة تملكتني؛ لأني كنت أظن أن تمويل الإرهاب لن يتردد أحد في تجريمه منذ اللحظة الأولى لانطلاق شرارة الإرهاب، وكنت أظن أن هذا الموضوع قد فرغت منه المرجعيات الدينية، وفي مقدمتها هيئة كبار العلماء، وبالتالي هل نفهم من الخبر أنه اليوم، واليوم فقط ستقول الهيئة إن تمويل الإرهاب جريمة وإنها لم تقل ذلك من قبل؟ نعرف من ما زالوا يغمغمون ويواربون أقوالهم حين يطلب منهم رأي في الإرهاب والإرهابيين، ونعرف من لم يسموا ما حدث أرهابا إلى هذه اللحظة، ونعرف من التزموا الصمت المريب إلى يومنا هذا، ولكن كل هؤلاء لا يهم أمرهم بقدر ما تهمنا هيئة كبار العلماء كمرجعية رسمية يحترمها المجتمع ويثق بها؛ لأن في قولها الفصل في الأمور. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة