يكثر الحديث في المقالات والمقابلات والحوارات عن التعايش وكيف نحققه، وخاصة بين أصحاب المواقف الفكرية أو الفئات الاجتماعية أو المجموعات المذهبية. هذا الحديث يظل نشطا في الوسائل التي يلتقي فيها هؤلاء المتحاورون ولا يتجاوز الكلام، وقد يصل المتكلمون إما إلى انفراج يحتفون به أو إلى طريق مسدود فيتبادلون التهم ثم يذهب كل منهم في طريق. في الحياة مجالات يلتقي فيها الناس للعمل والإنتاج وتبادل المنافع، وهذه هي الميادين التي يمكن أن يختبر فيها التعايش ويعرف المختلفون هل يؤدي الاختلاف الظاهري إلى ائتلاف حقيقي في الميادين المشتركة لأن ذلك من ضرورات الحياة. حين يغدو الوطن بكل مقوماته من جوار ووشائج وماض وحاضر ومستقبل ومن قيم مشتركة ومصالح جوهرية هو بوتقة انصهار تذوب فيها الفوارق وتغدو المصلحة العامة هي المعول عليه فإن التعايش قد تحقق وآتى الثمار. وحين تغدو الاجتهادات الفردية والترسبات التي يحملها الفكر والذاكرة والوجدان محفزات لنزاعات وصراعات فإن التكتلات والتخربات سوف تقدم على مصلحة الوطن ولن ينال التعايش نصيبا من حضور لا في المشاعر ولا في الواقع. الزمالة في العمل والصحبة في السفر والتعاون في مشروعات تجارية وثقافية ووقفية ذات نفع عام ليست سوى أمثلة تصلح وغيرها لقياس مدى تحقق التعايش في حدوده الدنيا. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة