في قصة فتاة تبوك التي نشرت أمس، أن رجلا في محطة وقود ارتاب في أمر امرأة تطلب منه توصيلها إلى جدة، فأبلغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي سارعت إلى إرسال فرقة للقبض على الفتاة، ليتضح لاحقا أنها فتاة هاربة من جدة وأن هناك بلاغا من أهلها عن هروبها، وبقية القصة كما نشرتها الصحافة أن جماعة المسجد المجاور لمركز الهيئة سمعوا صراخ الفتاة من داخل المركز فبادروا إلى إبلاغ الشرطة!! في البداية، من المهم أن أقول أن هذه الفتاة محظوظة لأنها وقعت في يد رجل عاقل لم يغوه شيطان الاستجابة لطلبها واصطحابها في رحلة قد تعود منها وقد لا تعود إلا إلى المجهول لا جدة ، كما أنه لم يكن سلبيا فيصدها ويمضي في طريقه يسأل الله السلامة من دس أنفه فيما لا يخصه، فبادر إلى الإبلاغ عن وضع الفتاة حتى لا تقع فريسة لغيره!! لكن لماذا اختار الرجل إبلاغ الهيئة وليس الشرطة؟!، ولماذا ألقت الهيئة القبض على هذه الفتاة بدلا من استدعاء الشرطة إلى الموقع ما دام الأمر لا يتعلق بقضية أخلاقية، كحالة سكر أو خلوة غير شرعية أو سهرة ماجنة أو ترويج للدعارة؟! برأيي أن الشرطة كانت الجهة المختصة لتلقي مثل هذا البلاغ، خصوصا وقد اتضح أنها فتاة هاربة، فقضايا الهروب والغياب والاختفاء من اختصاص عمل الشرطة، أما الهيئة وقد استجابت لبلاغ المواطن، كان واجبها أن تتحفظ على الفتاة في الموقع حتى وصول الشرطة ما دامت الفتاة لم ترتكب فعلا مخالفا يقع ضمن اختصاص عمل الهيئة!! من الواضح أن الإخوان في الهيئة لا يثقون بأحد عندما يتعلق الأمر بالمرأة، ولديهم شعور راسخ وغير قابل للمساومة بمسؤوليتهم عن كل ما يتعلق بتصرفات المرأة في الأماكن العامة، وأنا هنا لن أسأل لماذا تمنح الهيئة نفسها هذا الشعور أو الصلاحية المطلقة، وإنما سأسأل لماذا لا يثقون بالجهات الأخرى؟! الإجابة عن هذا السؤال ستفك الكثير من الطلاسم في علاقة الهيئة بالمجتمع!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة