تجددت أمس حرائق المتوسطة الثانية في الكندرة قبل لحظات من دخول الطالبات إلى فصولهن الدراسية، ما استدعى سلطات الأمن نقل ملفها إلى الشرطة بعد ثبوت وجود «ترجيحات جدية» حول جنائية الحريق الذى أتى على طاولات في أحد فصول الطابق الثالث. وقال ل «عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي: «الحادث أبعد ما يكون ناتجا عن سبب عرضي، نقلنا الملف إلى شرطة الكندرة بسبب حدوث حريق مماثل في ذات المدرسة. ما يهمنا هو ضمان سلامة الطالبات والمعلمات». حيثيات الحريق الغريب بدأت بوصول بلاغ إلى غرفة العمليات صباح أمس فانتقلت إلى المدرسة فرق إطفاء معززة برافعات أتوماتيكية ووحدات إسعاف، واتضح أن النيران تتركز في طاولات طالبات في أحد فصول الطابق الثالث، وتصادف مع الاشتعال وجود الدارسات في الطابور الصباحي. وباشر الحادث ميدانيا مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي، حيث سيطر الإطفائيون على الأوضاع، فيما فتح المحققون تحريات لمعرفة الأسباب قبل إحالة الملف بالكامل إلى شرطة الكندرة، وشاهدت «عكاظ» رئيس فريق التحقيق المقدم عبد الله الزهراني ومعه الملازم أول نواف السالمي أثناء مباشرتهما أعمال التحري الميداني ومسح الموقع والبحث عن آثار أو دلائل تكشف غموض الحريق. وبحسب المصادر، فإن فريق المحققين لم يجد في الفصول أية مواد بترولية أو مصدر تيار ما رجح لديهم اشتعال المكان بواسطة مصدر حراري خارجي، وعززت الفرضية وجود أوراق محترقة في محيط الفصل، وهي الفرضية التي أكدها المتحدث في الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الله العمري، الذي أشار إلى أن الحريق اندلع في الفصل أثناء تواجد الطالبات في فناء المدرسة فتوغلت فرق الإطفاء إلى محيط المبنى وتم احتواء الأمر بالتعاون مع إدارة المدرسة، حيث تم إخلاء الطالبات بحضور أولياء أمورهن ولم تسجل أية حالة إصابة تذكر غير حالة هلع تعرضت لها عاملة. وأكد العمري أن المعاينة الفنية الأولية كشفت أن الحريق بسبب مصدر حراري خارجي مفتعل، مشيرا إلى أن ذات المدرسة شهدت من قبل احتراق مرتبة أسفنجية في غرفة المعلمات. يشار إلى أن مديرة المدرسة أبلغت جهات التحقيق أن الصعود إلى الطوابق العليا للمدرسة مسموح، الأمر الذي يرجح صعود الجاني إلى ذات المكان لإضرام النار.