أكد ل «عكاظ» وزير السياحة المصري محمد زهير جرانة أن تخلف المعتمرين المصريين في المملكة بعد انتهاء أدائهم المناسك في طريقه إلى الزوال بعد الإجراءات الرادعة التي اتخذتها الوزارة تجاه السماسرة والشركات التي يثبت تورطها في هذه المخالفة. وقال، في حوار خاص مع «عكاظ»، إنه أخذ قرارات بإلغاء تراخيص 40 شركة سياحة على مدى السنوات الخمس الماضية بسبب تخلف معتمريها في المملكة. ووصف الوزير جرانة السياحة العربية لمصر بأنها سياحة فردية وليست سياحة مجموعات مثلما يفعل الأوروبيون، ما يفقد السائح العربي مزايا كثيرة في الحجوزات والتخفيضات. وأوضح أن النقل البحري بين المملكة ومصر شهد ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، بعد أن تسلمت جمهورية مصر العربية العبارتين اللتين أهداهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمهورية مصر العربية لتسهيل النقل البحري بين البلدين. وأشار إلى انتهاء التمييز في الأسعار بين السائح السعودي والخليجي والمواطن المصري في السكن في الفنادق، لافتا إلى أنه تم افتتاح خط ساخن لاستقبال شكاوى السائحين السعوديين على مدار الساعة. وأضاف أن هناك أكثر من 17 برنامجا تدريبيا تعمل عليها وزارة السياحة المصرية لتأهيل العمالة الفندقية وتنمية ثقافة وسلوك التعامل مع السائح. إلى تفاصيل الحوار: • لاتزال خدمات النقل البحري بين المملكة ومصر غير كافية في ظل تنامي أعداد السائحين السعوديين لمصر وزيادة أعداد المعتمرين المصريين .. هل هناك خطة لدخول استثمارات جديدة في هذا المجال؟ النقل البحري وخصوصا في مجال نقل الركاب ارتفع بشكل كبير، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهدى مصر عبارتين على أعلى مستوى، وحتى اليوم لم يتم استغلال هاتين العبارتين بالشكل الذي نتمناه، ورغم توافر البنية التحتية والخدمة إلا أنهما لم تدخلا مرحلة العمل بالحجم الذي نطمح إليه، إنما أؤكد أن حركة النقل البحري بين البلدين ستشهد نموا كبيرا، والعبارتان لاتزالان لم تعملا بطاقتهما القصوى. خط ساخن • إلى أين وصلتم في معاملة السعوديين في الفنادق والمنشآت السياحية المصرية معاملة المصريين وعدم التمييز في الأسعار؟ التميز كان موجودا إلى ما قبل أربع سنوات، وبدأ الآن في التراجع، بعد ما اتخذنا كل الإجراءات التي تمنع التميز بين أشقائنا العرب، وفي كل دول العالم لم يعد هناك ما يسمى سائحا من دول الخليج أو أجنبيا وإنما هناك سعر موحد ينطبق على كل الجنسيات دون تمييز، وأبرمت الوزارة اتفاقا شاملا مع جميع الفنادق لإلغاء أي تمييز في الأسعار، وبات سعر الغرفة المتاح للسائح المصري هو نفسه الذي يدفعه السعودي أو الخليجي أو أي سائح أجنبي، وعممنا على جميع الجهات السياحية عددا من القرارات الصارمة لتطبيق ذلك، أهمها رد المبالغ التي يحصل عليها الفندق من السائح ثم إلغاء الترخيص للفندق غير الملتزم، إضافة إلى بعض الإجراءات التأديبية الصارمة، وقد افتتحنا خط اتصال ساخنا لاستقبال الشكاوى، من ثم يتم التعامل مع هذه الشكاوى بشكل مباشر، وكل من يخالف هذه التعليمات يكون عرضة لإلغاء رخصة المدير العام، وقد تصل العقوبات إلى إلغاء رخصة التشغيل الخاصة بالمنشأة، وأود أن أضيف أن هناك غرفة عمليات، تابعة لوزارة السياحة، تعمل على مدار 24 ساعة يوميا، لحل أية شكوى أو مشكلة تواجه السائح في جميع مدن مصر، ورقم الخط الساخن «19645»، وبالفعل وصلتنا 12 شكوى تم التحقيق فيها جميعا، واتخذنا الإجراءات اللازمة لعدم تكرارها. تطويق التخلف • مشكلة تخلف المعتمرين المصريين لا تزال مستمرة بعد أداء المناسك، الأمر الذي يشكل ضغطا على القنصلية المصرية في جدة والجهات الأمنية في المملكة، ماذا فعلتم للحيلولة دون تكرار هذه المشكلة في المواسم المقبلة لضمان سفر الحاج أوالمعتمر المصري في التوقيت المحدد دون إبطاء؟ إلى ماقبل خمس سنوات كان عدد المعتمرين المتخلفين يفوق ال 100 ألف، والآن أصبح عددهم لا يتجاوز الخمسة آلاف، وهذا دليل على أننا وضعنا معايير لتقليل عدد المتخلفين من المعتمرين إلى موسم الحج، وسنستمر في فرض معايير أقوى لمنع التخلف، بالتعاون مع الأشقاء في المملكة، ونحن بصدد إنهاء هذه المشكلة بشكل نهائي. إلغاء تراخيص • ماهي العقوبات التي اتخذتموها حيال الشركات التي عرف عنها التسبب في تخلف المعتمرين إلى موسم الحج؟ اتضح أن معظم المتسببين في تخلف المعتمرين إلى موسم الحج سماسرة، وقد كثفنا من الضوابط والمعايير والجزاءات على المخالفين، لدرجة أننا نقوم بإلغاء من خمس إلى عشرة تراخيص شركات في العام الواحد، ولا يمكن أن تسترد الشركة الملغى ترخيصها الرخصة، الأمر الذي يظهر حزم الوزارة في هذا الجانب، ليكون رادعا لبقية الشركات حتى لاتسير في هذا المنزلق الخطير. • كم عدد رخص الشركات التي تم إلغاؤها من بداية ظهور المشكلة؟ من حين تقلدي مهمات الوزارة وقعت إلغاء أكثر من 40 شركة في السنوات الأربع الماضية. الأفراد والمجموعات • حتى الآن لا تزال السياحة السعودية في مصر سياحة أفراد، ولم نلحظ نمط سياحة المجموعات «القروبات» المنظمة من جانب وكالات سياحية، كما يحدث في أوروبا، ترى ما سبب ذلك؟ لازلنا كدول في المنطقة العربية بالكامل نفتقد لثقافة السفر عن طريق وكالات السفر السياحية، وكذلك نفتقد ثقافة الاستعداد المبكر للإجازة وتحديد موعدها، ولو سألتك متى تنوي التمتع بإجازتك السنوية لقلت لي «لم أحدد الموعد بعد»، بينما السائح الأوروبي أو غير العربي يكون قد أعد أجندته السنوية منذ بداية العام، وبدءا من الاستعداد والترتيب للإجازة من خلال الحجز المبكر مع وكالات السفر والسياحة، للحصول على أسعار مميزة وفق جدول معد مسبقا، للأسف الشديد هناك سلوك خاطئ نحن لم نتعود أن نسافر مع وكالات السياحة والسفر، لن نرى سياحة المجموعات مادمنا تنقصنا ثقافة ترتيب الإجازات من وقت مبكر. • ماهي التسهيلات المقدمة من قبل الوزارة لوكالات السفر والسياحة لاستقطاب المجموعات السياحية في مصر؟ وزارة السياحة ماهي إلا منظم لهذه الصناعة، نحن نضع الأسس والأطر العامة لتسهيل عمل القطاع الخاص، إنما سياحة المجموعات ميزتها أنها تحقق سعرا متميزا، والرسالة التي نود بعثها للمستهلك هو التخطيط للإجازة من وقت مبكر والبحث عن وكالة السفر المناسبة، التي تمنح سعرا مميزا، والتخطيط للإجازة بشكل دقيق، وتحديد المواعيد ووضع جدول زمني للإجازة، أسوة بالسياح الغربيين. التعامل مع السائح • يلاحظ غياب ثقافة التعامل مع السائح لدى بعض العاملين في قطاع السياحة .. كيف يمكن تنمية هذا النوع من الثقافة للنهوض بالقطاع السياحي؟ أنا أعلم يقينا أن هذا سلوك فردي لا يمثل كافة طوائف الشعب المصري، ونحن نعمل حاليا من خلال 17 برنامجا تدريبيا على تأهيل العمالة الفندقية والسياحية في مصر، ونتطلع إلى تحقيق طفرة كبيرة خلال السنوات الأربع المقبلة، وأود أن أؤكد أن هذه المشكلة ستنتهي قريبا. الاستشفاء • لا تزال السياحة المصرية تصنف كسياحة آثار وشواطئ، في حين هناك أنماط أخرى للسياحة غير مفعلة في مصر بالشكل المرجو رغم وفرة المقومات، مثل سياحة الاستشفاء في رمال سيوة والبحر الأحمر، والسياحة العلاجية .. ماذا أعددتم لاستغلال هذه الأنماط، التي يمكن أن تجذب سائحين من شرائح مختلفة؟ هذا جزء من السياحة نريد أن نحافظ عليه بشكل متقن، لما لهذا النوع من السياحة من ارتباط بالبيئة، وخصوصا في منطقة سيوة والواحات الغربية، لرغبتنا في عدم استهلاكها بشكل كبير والمحافظة على البيئة لفئة معينة من السياح، في هذه المناطق، نحن لا نبحث عن مليون سائح، يكفيني في هذه المناطق من 50 إلى 60 ألف سائح في العام يقدرون هذه المناطق، ويدفع السائح منهم من 400 إلى 500 دولار في الليلة، لأن استقطاب عدد كبير من السياح في هذه المناطق سيضر بالبيئة، وما يهمنا في هذه المناطق هو الحفاظ على البيئة البكر. سياحة المؤتمرات • وكيف ترون سياحة المؤتمرات في مصر؟ سياحة المؤتمرات في زيادة ونمو كبيرين في مصر، ولا نستطيع استيعاب المزيد لحين الانتهاء من تجديد أرض المعارض ومركز المؤتمرات بالكامل. استثمارات في المملكة • هناك استثمارات مصرية كبيرة دخلت السوق السعودية في مجال السياحة .. كيف ترون هذه الاستثمارات؟ من المؤكد أن هذا خير يعم البلدين، فالمملكة سوق واعدة تنمو بشكل سريع، والدخل في السوق السعودية واعد، فأي مستثمر حينما يدخل السوق ينتظر العائد.