المسابقة أسهمت في إحياء حفظ الحديث النبوي لدى الناشئة والشباب، بعد أن شهدت العصور المتأخرة ضعفا في عملية حفظ الحديث، فالتنافس الشريف لنيل الجائزة يبعث فيهم الهمة العالية، وبذل الجهد في حفظ الحديث النبوي وإحيائه ونشره، فالسنة النبوية هي النموذج الحي للأخلاق الإسلامية السامية، والأدب النبوي الشريف الذي كان صاحبه صلى الله عليه وسلم مثالا حيا لتعاليم كتاب الله الكريم، فكان خلقه القرآن. فالعناية بالحديث النبوي حفظا، ودراسة، وتدريسا، وتعليما، من أسباب حفظ هذا الدين، وحفظ كتاب الله الكريم الذي تكفل بحفظه من التحريف والنقص والزيادة. وفي كل عصر من العصور الإسلامية قيض الله رجالا مخلصين، يبذلون جهدهم وعنايتهم في خدمة السنة النبوية الشريفة، وإحيائها ونشرها. وفي عصرنا الحاضر قيض الله من أبناء هذا البلد المبارك المعطاء من نذر نفسه لخدمة سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فخصص جائزة كبيرة لحفظ الحديث النبوي الشريف للناشئين من الطلاب والطالبات. والإقبال المتزايد من الطلاب والطالبات على حفظ الحديث النبوي الشريف له آثاره الطيبة في نفوس الناشئة والشباب، وسلوكهم، وتوجهاتهم، واهتماماتهم، وقد أحيت الجائزة في الناشئة المسلمة العناية بحفظ الحديث، الذي قد ضعف، بل كاد يندثر في أوساط الناشئة والشباب من طلبة العلم في العصور المتأخرة، فجاءت الجائزة لتساهم في إحياء عملية حفظ الحديث، هذه الخاصية التي تميزت بها الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم بحفظ أقوال وأفعال نبيهم صلى الله عليه وسلم دقيقها وجليلها في صدورهم قبل أن يدونوها في الدواوين والكتب. هنيئا لراعي الجائزة هذا المشروع المبارك، وهذه الصفقة الكاسبة، والتجارة الرابحة، هذه الجائزة التي استطاعت بفضل الله في مدة زمنية قصيرة أن تتبوأ مكانة عالية في القلوب، بلغت شهرتها الآفاق، وعم نفعها العظيم في المدارس والبيوت، وكل ذلك من فضل الله ومنه وكرمه على راعي هذه الجائزة أولا، وهي دلالة صادقة على ما في قلب راعيها من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة سنته ومحبة الخير لأبنائه من الطلاب والطالبات، والحرص على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. فجزى الله راعيها خير الجزاء، وأجزل له الأجر والمثوبة، وأن يبارك في جهوده لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يجعل ذلك في موازين حسناته يوم القيامة. عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء