العقيد الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزهيان (شرطة منطقة الرياض) يشير في بحثه «آلية بناء الصورة المعرفية الذهنية الاجتماعية السلبية عن العرب والمسلمين في الإعلام الغربي.. دراسة حالة المملكة في الإعلام الغربي الأمريكي» إلى عدد من الدراسات التي تثبت اعتناق وسائل الإعلام الغربيةالأمريكية الخطاب الاستشراقي، واستخدامها لرموزه في تشويه الحقائق الاجتماعية عن العرب والمسلمين بوصفهم، على حد زعمها، أنهم إرهابيون استبداديون أصوليون، مرجعا أسباب ذلك إلى: تشريع التدخل الأمريكي المتكرر والسافر في العالم العربي، وتجنب الحديث عن هموم الشعوب العربية وتشويه الحقائق. ويؤكد العقيد الزهيان أن وسائل الإعلام الأمريكية درجت منذ زمن على وصف العرب بالمتخلفين، الجبريين، الأبويين، غير العقلانيين، المولعين بحب التملك، وأعداء الحداثة والتقدم، كما أنها تصنف العربي وتصوره بأنه: شرير أسمر، ينتمي إلى الدين الإسلامي، همجي، قاسي القلب، وحشي، متعصب دينيا، طماع، وتصور المرأة العربية، أنها: امرأة سمينة ممتلئة ترتدي غطاء الوجه أثناء رقصها الشرقي، يمكن التخلص منها بعد قضاء الحاجة منها، لا أحد يرغب في لمسها، تسير خلف زوجها، مشعوذة ساحرة تتلبسها الشياطين، مفجرة قنابل. وحول بناء الصور المعرفية الذهنية الاجتماعية السلبية عن المملكة في وسائل الإعلام الغربيةالأمريكية، فأوضح أنه على الرغم من العلاقات السعودية الأمريكية القوية في كثير من المجالات، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية تنظر إلى المملكة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بعين الريبة والعداء، حيث احتلت المملكة في إحدى الدراسات التي أجرتها صحيفتا «النيويورك تايمز» و«ميامي هيرالد» لدى الرأي العام الأمريكي الموقع السادس كعدو للولايات المتحدة، ووقعت المملكة بعد أحداث سبتمبر تحت هجوم عدائي مكثف من قبل وسائل الإعلام الأمريكية. وعن الموضوعات التي تغطيها وسائل الإعلام الغربيةالأمريكية عن المملكة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ذكر الباحث أن سبعة موضوعات رئيسة هي محل خلاف بين الولاياتالمتحدة وبين المملكة هي الموضوعات التي تناقشها وسائل الإعلام الأمريكية وهي: الإسلام (الوهابية)، دور النساء في المجتمع السعودي، حقوق الإنسان، الإصلاحات الديمقراطية، التعاون العسكري، التعاون في مكافحة الإرهاب، وأسعار النفط. ويشير العقيد الزهيان إلى أن الجماهير الأمريكية تستقبل الصورة المعرفية السلبية عن العرب والمسلمين من قبل وسائل الإعلام الامريكية، وتختزنها في ذاكرتها كصورة ذهنية حقيقية عن العرب ومعتقداتهم. ويبرز العقيد الزهيان أهداف وأسباب التغطية الإعلامية السلبية للعالم العربي والمملكة في وسائل الإعلام الأمريكية، مشيرا إلى أنها تتمثل في: إضفاء المشروعية على التدخل الأمريكي في شؤون الدول العربية الإسلامية، ضمان حصول أمريكا على النفط الخليجي، ضمان حصول أمريكا على النصيب الأكبر في مشروعات التنمية العربية المحولة من النفط، المحافظة على هيبة أمريكا وتفوقها التقني، والتأثير السياسي والاقتصادي والتقني على بلدان المنطقة العربية.