بالحب تعمر النفوس وتتفتح العقول وتطرب الأفئدة، الحب أصبح وجبة سريعة غابت عنها رائحة التراب والزرع ونكهة الاصالة والجذور وصار قيمة منسية افتقدت اصالة التراث والقيم وعلاقات الحب صارت تقوم على حوامل كم تمتلك من أموال وعقارات وفي أي منصب انت لاننا سرنا في زمن السوق قد ندوس من يعيق طريقنا وننسى صلة الرحم وقد نهجر من أحببناه وأحبنا فالعين مرآة النفس التي تتسلل منها المحبة الى القلوب مع خيوط الرحمة التي يغذيها الضمير في زمن يصعب التقاء النور بالظلام فمن الغرابة أن نلتقي بإنسان يحمل كل صفات الإنسانية في يديه تنبت بذور المحبة وفي قلبه تفيض بحور الخير إنه ألق الروح وجه الصباح إنسان يؤثرك بكل ما يحمله من قيم نتعطش لوجودها الآن دون ان ندفع ضريبة هذا العرفان لا تبذر المحبة الا بأيد كريمة فالمحبة عنوان القلوب تنير الوجوه وتشرق في العيون وفي هذا المناخ المفعم بالمحبة يترعرع اطفال يعرفون معنى الحب والصدق والصداقة وكيف يستطيع هذا الطفل معرفة من يخالل اذا كبر يظللها بعظمة ارتقائه وتتكون الاسرة وتكبر ويكبر معها بنيان متين فالمحبة هي ازهار حديقتنا تفوح بأحلى العطور بينما الكراهية تنزلق في هوة الظلمة يلفها وشاح الشر يتناثر حولها الحقد والكراهية والحسد وهي كالنار المشتعلة في الهشيم فهي عدو المجتمع وهي كالأشواك السامة التي تنبت بين الورود نقول الخير يتغلب على الخير وهذا كلام سليم، وماذا لو لبس الشر قناع المحبة وتسلل لتقتلع يده الآثمة الأمان من القلوب وتسكب السم على الجذور اليانعة وتملأ كؤوس المحبة بالكراهية كتبت هذا المقال وأنا اتأمل صور الواقع والمفارقات الكثيرة التي تشدني للكتابة عن كل من يحمل الوفاء وصدق المحبة الصديق الوفي قل في هذا الزمان وهنا كلمات تستوقفني وتجعلني فضاء من العشق وذاكرة من اسوسن في مقالتي هذه اردت ان اخط احرفي النابضة بعروق قلبي والمكللة بأريج روحي لمن أضاء ظلمتي وصافح وجعي ورتب أوراقي المبعثرة ولملم غربتي وزرع بداخلي شجرة ياسمين تتأصل جذورها في عروق الكون في زمن صعب وفواصل تستوقفني قد يصعب في زمني هذا ان نجد إنسانا يرتقي بإنسانيته الى حد السمو ويجمع كل ما يخطر ببالك من جمال روحه وصفاء دروبه وشمس الحب في عينيه قد لا يكون الوصف كافيا لأنني وجدت فيه اي ذلك الصديق الوفي كل المعاني التي افتقدتها في زمني وكل صراحة تختفي خلف ستار الخديعة لم اكن اعلم ان القدر سيجمعني به ليبدأ زرع براعمه في دمي وابتسامته الممزوجة بالحزن حينا والفرح حينا آخر..