كانت صدفة أو مفارقة أن أكتب يوم أمس شاجبا ومستنكرا ومنددا بهدر المال العام والفساد المالي بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى أو ذريعة، وأفاجأ بأخينا الأستاذ عبد الله أبو السمح يكتب عن تبديد المال العام والسرف وسوء التخطيط. لقد فرحت أن يكتب معي زميل بنفس اللغة ويتضامن مع المبدأ الذي أشير إليه والقضية التي أتحدث عنها، لكنني استأت وحزنت لأنه كان يشير إلى حالة بعينها، وأين؟؟ في عقر داري وأنا لا أعلم!!.. لقد تحدث الأستاذ أبو السمح عن موضوع إنشاء جامعة جازان لفندق من فئة الخمس نجوم بتكلفة تصل 225 مليون ريال، متعجبا من انفراد الجامعة بهذا الأمر دون جامعات العالم، وأنه حتى لو كان مشروعا استثماريا ينفق من عوائده على الجامعة فإنه مشروع (فاشل) لأن مدينة جازان والحركة الاقتصادية فيها لا تغطي تكلفة فندق بهذا القدر، كما قرر وحكم .. وإزاء هذه المعلومات والمرئيات التي أوردها كان لا بد أن أحاول الحصول على الحقيقة، لأنه إذا كان الإنسان يؤمن بأهمية النقد فالأولى أن يبدأ بالمحيط الذي يعيش فيه.. تفضل مدير الجامعة بالرد فورا على اتصالي وأخبرني أن مبلغ إنشاء الفندق لا دخل له أبدا بميزانية الجامعة، وإنما هو قرض من صندوق التعليم العالي سوف يسدد من عوائد المشروع الذي تمت دراسته دراسة مستوفية أثبتت جدواه الاستثمارية وعائداته الربحية وضرورة وجود مشروع مثله لخدمة المنطقة وزوارها .. ولمعلومية الأستاذ عبد الله فإن السكن الفندقي الملائم أصبح من أكبر المشاكل في جازان المنطقة والمدينة التي لا يخلو يوم من زوارها، رجال أعمال ومستثمرين ومسؤولين وغيرهم، وهؤلاء يبحثون عن سكن مناسب وليس فندقا من فئة ثلاث نجوم أو أربع كما يرى الأستاذ عبد الله .. بالإضافة إلى ذلك فإنه يتحدث عن جازان قبل أكثر من ربع قرن حين استحضر قصة إنشاء فندق حياة وكيف أنه لم يحقق نجاحا .. نحن الآن في عام 2010م يا أستاذ عبد الله، جازان ليست جازان التي تحاول حصارها في الماضي لأنك لا تعرفها، لا ماضيا ولا حاضرا، ولو تواضعت يوما وزرتها لتأكدت أنها تحتاج الآن إلى أكثر من فندق بهذا المستوى في الوقت الحاضر، ومنظومة فنادق في المستقبل القريب.. وأما جامعة جازان، فتأكد أنها ستربح المشروع وتفيد المنطقة، وإذا لم يحدث ذلك فأنا أول من سيصب جام غضبه عليها، بعد الاعتذار لك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة