نتسابق كل صباح لمطالعة ما تمدنا به الصحف في ثناياها من منوعات، وما تبلوره أقلام كتابنا الأفاضل من معالجات للأمور العامة والتنمية خاصة. بيد أن القارئ يصطدم بحوائط الإحباط. حينما يفاجأ بأحد كتاب «عكاظ»، الأستاذ عبد الله أبو السمح الذي أعادنا إلى الوراء عشرات السنين .. فيما كتبه في «عكاظ» في العدد رقم ( 15913 ) الصادر في 6/4/1431ه بعنوان (إنفاق في غير محله) ضمنه انتقاده لإقامة فندق 5 نجوم في جامعة جازان بمبلغ 225 مليون ريال. تصوروا هذه النظرة التي أتى فيها بتبريرات مغايرة للواقع ويخالف ما تعيشه المنطقة وحاجاتها إلى أكثر من فندق لتغطية الكم الهائل من البشر من زوار مدينة جازان في ظل النهضة والانتعاش والحركة الدائبة التي أوجدتها الأنشطة المتعددة ويخالف ما ذهبت إليه الأفكار والجهود والدراسات من قبل من رأى جدواه وفوائده، وماذهب إليه محصو الأرقام والتقارير والمخططات الناتجة عن الفكرة. وقبل ذلك فهو يعرف أن وزارة المالية التي كتب عنها الكاتب نفسه في جريدة الرياض عام 1392ه وأحدثت كتابته ردود فعل هو أدرى بها من غيره لن توافق على المشروع ما لم تتحقق من جدواه الاقتصادية ومردوده الاستثماري ومكاسبه المادية والربحية وقبل كل شيء كفاءة إدارته. وجاء على رأس التبريرات ما ذكره عن فشل فندق حياة، وأن فندق الجامعة سيلقى ذات المصير متناسيا أن فندق حياة أنشئ من عشرات السنين وأنه أدى دورا كبيرا باستقباله كبار المسؤولين والمواطنين والوافدين وزوار المنطقة إلا أن تعاقب المالكين له وتعدد إداراته وبقاءه دون توسيع لضيق رقعة موقعه وصغر حجمه وحجم مرافقه كانت من أسباب تراجعه. الأمر الذي دعا الجامعة إلى أن تفكر في إيجاد مشروع ناجح في الحاضر والمستقبل وهي فكرة صائبة بعون الله. إن كثيرا من المسؤولين يختصرون زيارتهم في يوم واحد، لنفس الأسباب في ظل المعاناة الحاصلة من أمد بعيد كان لا بد من إيجاد فندق أو فنادق تتلاءم مع طفرة البلد بعد اللفتة الكريمة بزيارة قائد المسيرة حفظه الله والتوجيه بعدالة المشاريع وخص جازان بنصيب وافر منها. وقد كرر في كتابته يوم 11ربيع الآخر اتهام الجامعة بالخطأ، والعوار في تبنيها هذا المشروع وأن فندقها هذا لن ينزل فيه (الصينيون). إلخ.. وقفل الباب ( بالضبة والمفتاح) حيث قال: إن البنوك سترفض رفضا قاطعا إعطاء أي قرض فيما لو احتاجته الجامعة.. وقال عن ذلك : مخاطبا الدكتور حمود أبو طالب اسألوا أهل العلم يا صديقي بعد أن نعته بالتعصب. أما زيارتك لجازان قديما التي ألمحت إليها. وكانت في ضيافة مواطن سكن جازان فأحبهم وأحبوه هو عبد الرحيم مفرج رحمه الله ومرورك بصبيا وعرض وادي بيش الذي لم تصعد إلى جباله الشاهقة ولم تمر في سهوله المنبسطة والممتدة إلى البحر فهي زيارة ناقصة تحتاج إلى عودتكم. وتكرارها بالذهاب إلى مواقع. أجمل بكثير من مشاهداتكم السابقة كفيفا وبني مالك .. وبالغازي. وهروب . والعارضة. والعيون الحارة. وجبال القهر في محافظة الريث ( مجاورة عبد المدان ومن يكن يجاورها بالقهر لم يتطلع ). ثم جبال الحشر والحقو .. وشريط السهول الجنوبيةالشرقية. والشريط الساحلي من المضايا إلى ديحمة بمشروعها السكني الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين حفظة الله. إلى الموسم والطوال.. وسواها من مدن صامطة وأحد المسارحة والخوبة والجابري والعارضة وأبو عريش (إن أنسى لا أنسى أبو عريش .. حيث رياشي قد نما وريشي ). وضمد وفي الشمال درب بني شعبة والشقيق. مدينة التحلية في جنوب المملكة ولا تنسوا. أرخبيل جزر فرسان ومشاهدة ازدهارها المتنامي ومحمياتها الفطرية الطبيعية وقلعتها وآثارها.. يا أستاذ أبا السمح: ما كنت بحاجة إلى أن آتي على ما تقدم وهو شيء بسيط من الحقائق عن المنطقة لولا توجسي.. إلى أنك تفتقر .. للتعرف على جوانب مما ذكرناه أو أكثر .. فهل لازلت مستكثرا على جازان «فندق 5 نجوم» ؟. يحيى علي الجبيلي