أوضح وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لتطوير التقنية والعلاقات الصناعية ورئيس مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية الدكتور فالح السليمان، أن المركز يهدف إلى نشر ثقافة المعرفة التقنية لدى النشء في المملكة عبر برامج متطورة. وأبان الدكتور السليمان في حوار مع «عكاظ» أن ولي العهد هو من يقف خلف إنشاء المركز عبر فكرته الأولى ودعمه، عبر مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية. إلى تفاصيل الحوار: يزور ولي العهد المنطقة الشرقية اليوم، فماذا تقول عن هذه الزيارة؟ وسط هذا الشعور المفعم بالفرحة والغبطة الذي سيستقبل زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (حفظه الله) للمنطقة الشرقية، ستحمل الزيارة حتما الكثير من الدلالات التي تؤكد مدى عمق العلاقة الوطنية التي تربط القيادة وأبناء الوطن، خصوصا أنها زيارة تحمل الخير والنماء والازدهار لأهالي المنطقة، وتصب في دفع مسيرة النهضة الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية، والعسكرية التي تعمل الدولة بكل ما في وسعها على إرساء دعائمها لتكون خيرا للمواطن في يومه وغده. • هل من إطلالة على مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية؟ فكرة إنشاء هذا المركز الحضاري والمنارة العلمية البارزة المتمثلة في مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية جاءت من قبل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، حيث حرص على دعم مسيرة تطور المجتمع السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام، ومن منطلق نظرته الاستراتيجية وحرصه على أن يحقق هذا المركز أهدافه في جميع المجالات العلمية، ويستفيد منه أفراد المجتمع، فرأى أن تشرف على هذا المركز جامعة تعنى بالتقنية والعلوم، فأهدى المركز لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكان بمثابة وسام وهدية ثمينة، وحرصت الجامعة منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا على الاهتمام بالمركز من جميع النواحي، وأن يكون حلقة مهمة في تطوير المعرفة والتعليم، ومواكبا للمناهج الدراسية في جميع المراحل، وأن يستفيد منه جميع شرائح المجتمع. ويهدف المركز بصورة أساسية إلى تثقيف أفراد المجتمع، خاصة الناشئة بمبادئ العلوم وتطبيقاتها وشرحها وتبسيطها، من خلال عرضها بأسلوب تفاعلي شيق يعتمد على التعليم بالترفيه والتعليم بالتجربة والمشاهدة. ورسالته؛ نشر مبادئ العلوم وإبداعات التقنية عن طريق عرضها بأساليب حديثة وممتعة لأفراد المجتمع، وخاصة الناشئة من أجل توسيع آفاقهم العلمية وتشجيعهم على الاهتمام بمجالات العلوم والتقنية، ليصبحوا قادرين على مواكبة المستجدات العلمية، ومؤهلين للرقي بأنفسهم ووطنهم إلى مستويات متميزة، بينما هناك أهداف عامة تشمل؛ توسيع الأفق العلمي والثقافي لزوار المركز في مجالات العلوم والتقنية، تبسيط الأفكار والموضوعات العلمية وجعلها شيقة وممتعة للجميع، تنمية حب الاستطلاع والقراءة والاستكشاف في المجالات العلمية، مساعدة الزوار على تطوير أساليب التفكير والتحليل العلمي وجعلها أمرا طبيعيا في حياتهم، تنمية إدراك وتقدير الزوار لدور العلوم والتقنية في حياتهم اليومية، ربط برامج ومعروضات المركز بمناهج التعليم في المملكة، وتنظيم معارض مؤقتة في مجالات العلوم والتقنية مثل الكتب العلمية والحاسب الآلي والاتصالات وغيرها لإيصال رسالة المركز إلى سكان المناطق البعيدة نسبيا. هل لديكم اتفاقيات مع مراكز عالمية؟ • نعم فقد تم الاتفاق مع متحف مينيسوتا العلمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية على الاستفادة من المواد العلمية على الشبكة العنكبوتية الخاصة بالمتحف والمتميزة بعمق وتنوع وغنى مادتها العلمية، حيث تمكنا من ترجمتها إلى العربية ووضعها على موقع المركز، لتمكين الجميع في المملكة والعالم العربي من الاستفادة منها لتوصيل المعلومة العلمية الموثقة إلى الطفل العربي بوجه عام. نحن كمركز عضو في المراكز العلمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضو مؤسس، كما أن لنا عضوية في الجمعية العالمية للمراكز العلمية، بل ولنا وجود فيها بشكل كبير ولنا بعض الأوراق العلمية التي قدمت وآخرها ماكان في برشلونة، لذلك نحن على تواصل عالمي لاستقبال وعرض التقنيات العالمية وتحفيز مجتمعاتنا نحو هذه التقنية. • هل هناك جسور بناء وأرضية مشتركة تعملون عليها مع قطاعات التعليم المختلفة في المملكة لتحقيق معايير التفوق العلمي؟ جاءت فكرة هذا المشروع من منطلق النظرة المستقبلية التي يسعى مركز سايتك لتحقيقها في عملية تطوير أساليب التعلم لدى الطالبات والطلاب واكتساب العديد من الخبرات التي تساهم في تأثيرها على حياتهم العملية مستقبلا، حيث يهدف البرنامج إلى غرس ثقافة التعلم بالترفيه ضمن الاستراتيجيات الحديثة التي يتم العمل على تطبيقها في المدارس لدفع عجلة التعليم، والاهتمام بنقل العملية التعليمية في الفصول الدراسية من الطرق التقليدية المعروفة إلى التركيز على الجانب العملي التطبيقي المحسوس، كما يساهم البرنامج في الاهتمام بتبادل الخبرات بين مدارس المنطقة ومدارس المملكة بوجه عام عبر تعاون ممتد مع وزارة التربية والتعليم لتعميم الفكرة على كافة مدارس التعليم العام. • لكن ما يتعلق بتطبيق التعليم بالترفيه في المناهج الدراسية كيف سيكون، ومن هو المستهدف منه ؟ يستهدف البرنامج جميع طالبات وطلاب المراحل الدراسية المختلفة، ويشمل جميع المناهج والتخصصات العلمية والأدبية. وما يميز البرنامج أنه لا يحتاج إلى ميزانية خاصة، إنما يعتمد كليا على المواد والخامات البسيطة المتوافرة في البيئة، وكذلك يتم تنفيذه داخل الفصول الدراسية أو خارجها حسب ما يراه المعلم، بل ويساعد على زيادة نسبة الدافعية والترغيب للتعلم وصقل شخصية الدارس عبر العديد من المهارات، وأهمها الثقة بالنفس وبالتالي سيزيد تحصيله العلمي، كما أن البرنامج لا يرتكز على الطالبة والطالب فقط إنما يشمل جميع المحاور العملية والتعليمية الأخرى كالمعلمة والمعلم اللذين سيستفيدان منه بشكل كبير لأداء مهمتهما العملية. أما بشأن المدرسة فيساهم البرنامج في إحداث نقلة من مدرسة تقليدية إلى مدرسة حديثة ينتشر من خلالها الحماس والإثارة والقدرة على الابتكار وتصميم الأفكار العلمية. • المركز ووادي الظهران للتقنية يحملان مشاريع علمية وتقنية، فكيف لكم أن تجعلوا منهما نواة اقتصادية معرفية لتقديم التشخيص والحلول لواقع الاقتصاد السعودي؟ الحقيقة أن المركز جزء من وادي الظهران للتقنية الذي يعد مركزا مهما سيكون له الأثر الكبير اقتصاديا وتقنيا وذلك عندما نتحدث عن وجود أكثر من 25 مركزا بحثيا عالميا متطورا، و45 مركزا بحثيا لشركات متوسطة وصغيرة، إضافة إلى مركز الابتكارات وحاضنات الأعمال التي تنطلق منها مشاريع معرفية للمملكة، ومن ذلك خروج قرابة 30 شركة معرفية ستنطلق من وادي الظهران للتقنية، كذلك 300 براءة اختراع في العام أو أكثر، كما أن لدينا في المركز 17 شركة وهدفنا أن نحصل على 65 شركة، إضافة إلى جهود مركز البحوث والدراسات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ووضعه للخطط العلمية والمشورات التي تتمثل في (استراتيجية آفاق) للتعليم، وكذلك خطة تطوير القضاء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. • هناك توسعة ستشمل بعض مرافق المركز وقاعاته العلمية، فما تفاصيل ذلك؟ يجري الآن التنسيق بين المركز وأمانة المنطقة الشرقية لتخصيص المنطقة الأمامية المحاذية للمركز، حيث لدينا طلب الآن في المقام السامي لدراسة تخصيص هذه المنطقة التي أشرت إليها لإنشاء المتحف البحري الذي يشتمل على قاعات بحرية، مرسى السفن، مركز تعليم الغوص، ومراكب قديمة، كما سيكون الهدف من هذا الجناح قياس تلوث ومتابعة أنشطة الثروات البحرية، كذلك تخصيص حديقة عامة قريبة من المركز للتعريف بالحياة الفطرية والبرية المختلفة وزراعة النخيل والنباتات البرية التي لا يعرفها الكثير من جيل اليوم.