لا يعقل لطبيب جراح أن يرتكب خطأ جراحيا في أربع عمليات تنتمي إلى جنس وطبيعة العمل نفسه. أنا لست طبيبا جراحا ولا غير جراح ولا هم يحزنون، ومع ذلك إذا تناولت الموضوع من ناحية أخرى كأن اقول إن امرأة رفعت دعوى ضد طبيب لكونه أخطأ في عملية البروستات مما أدى لمضاعفات على نحو كذا وكذا وكيت أيضا، فيمكن لهذه الصحيفة تسريحي عن العمل، إما لكوني لا أفهم ماذا أقول أو لكوني لست على يقين من مصدري الذي آخذ عنه. ولكن القضية من ناحية الممارسة تختلف مع اختلاف طبيعة العمل الذي يؤديه الإنسان نفسه، وهي تختلف أيضا من ناحية تطبيقات العمل مع تضاعف الأخطاء الآيلة لمن يقصد المنفعة الصحية، استطبابا لدى المستشفيات ومؤسسات الصحة الموكل إليها علاج المرضى من الناس. من الطبيعي أن يحال الطبيب الجراح -سعوديا كان أو غير سعودي- إلى الجهة ذات الاختصاص للتحقيق معه حول الأخطاء، وأولا وأخيرا أن يطلب منه إيضاح مكان تعليمه، فمن أين حصل على الشهادة، ومنذ متى وهو يمارس الطب، ويجب أن يسألوه أيضا: كم مريضا قد سبق له تدمير حياته. غير أننا نلاحظ من ناحية أخرى، أن الوعي الشرعي تنامى في الناس كثيرا، فعوضا عن أن يقدم الطبيب الجراح أجوبة لمن يهمهم الأمر، فيما يبدو حدثت المشادة العفوية التي لا يخلو منها حوار بين اثنين، وعلى إثرها قرر الطبيب الهروب من الموقف الحقيقي إلى الاحتماء الشرعي في حوار لا يمس موضوع الأخطاء التي ارتكبها في حق المرضى. لو كنت طبيبا وناجحا أيضا، وجميع هذه الأخطاء تحققت على يدي، فقطعا سوف أطلب حق النقل إلى العمل الإداري، وهذا ليس فيه شيء مطلقا أبدا أبدا. الأنانية تزيد الطين بلة في أحيان كثيرة، فصحة المريض فوق برستيج الطبيب، وإذا تناولت المواقف القذف والمحكمة الجزئية، ففي كل يوم يقذف أناس أناسا آخرين مثلهم، ولو توجهنا جميعا إلى المحاكم فلا أدري هل تفيض السجون عن بكرة أبيها. في السكك الناس يتقاذفون، وفي المطاعم أيضا يتلاسنون، ومن قبل رمضان وبعد رمضان، وعبر الاتصالات في الجوال أيضا يفعلون، وداخل الليموزينات يمارسون بعضا من الشيء، ورجاء لا تقل لي اثبت ولا تثبت، فعندي صك شرعي أنا أنني مقذوف مقذوف، وقال لي أحدهم ماذا تريد؟. قلت له أنت أيضا اقذفني وخلصني، خلصني، وبالفعل قال لي: لا نريد شيئا منك وانطلقت فرحااان جدا وصعدت البيت ونمت بسلام. توجد مشكلة كبيرة جدا جدا، فموظف الهيئة الشرعية الصحية يقول للطبيب الجراح: أين مؤهلاتك فهو يريد أن يعرف على وجه التحديد، وأما الطبيب فهو يريد التملص من السؤال، بحد الهروب والتهرب من الإجابة. والواقع الذي ليس وراءه واقع أن الطبيب أوقع أربعة أخطاء جراحية في حد مرضى يتعالجون على يديه، والمشكلة أنه يعمل جراحا في مستشفى تؤول إلى الوزير نفسه!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة